التاريخية، وتقديم دراسات عن التاريخ، لا كما وقع فعلا أو قريبا مما تشكّل فعلا، بل كما يريد له هذا المؤرخ أو ذاك أن يكون (?) .
إن نقد الرواية التاريخية مطلوب، وهو ضرورة من الضرورات، وإننا يجب أن نتعلم هذا المبدأ الخطير من رجال (الحديث) ، كما يجب أن نذهب مع رجل مفكّر كابن خالدون إلى آخر الطريق وهو ينعي على المؤرخين الذين سبقوه استسلامهم للرواية، وتقبّلهم حتى ما لا يمكن قبوله على الإطلاق.
لكن المبالغة في اعتماد (النقد) والافتراض، والنفي للرواية، أمور قد تقود إلى الوجه الآخر للخطأ..
فإذا كنا في الأولى نستسلم لكل ما قيل، فإننا هنا قد نرفض ونشكّك بكل ما قيل.. وفي الحالتين فإن شبكة الوقائع التاريخية سوف تتعرض للتمزق وملامحها الأصلية ستؤول إلى الضياع..