الوقائع ممكنا قبلوه، ولا يكفي مع ذلك في ذكر فضائل محمد أن نكتفي بأمانته وعزيمته إذا أردنا أن نفهم كل شيء عنه، وإذا أردنا أن نصحّح الأغلاط المكتسبة من الماضي بصدده فيجب علينا في كل حالة لا يقوم الدليل القاطع على ضدها، أن نتمسك بصلابة بصدقه، وعلينا ألّا ننسى عندئذ أيضا أن الدليل القاطع يتطلّب لقبوله أكثر من كونه ممكنا، وأنه في مثل هذا الموضوع يصعب الحصول عليه، ولا يجب مناقشة نظريات المؤلفين الغربيين الذين افترضوا كذب محمد كنظريات، وإن كان يمكن النظر في الحجج التي يذكرونها للتدليل على كذبه» (?) .
ويجدر أن نشير كذلك إلى هجومه المرير على لامنس بسبب انسياقه وراء نزعته الهدمية وتسمية منهجه: «بالطريقة العابثة في معالجة المصادر» ..
بل إنه يقول عنه في مكان آخر بالحرف: «إن افتراضه الشرير بأن قوة مكة كانت تعتمد على جيش من العبيد السود لا أساس له» (?) .
ويشير إلى أن ملاحظات (تيودور نولدكه) في دراسته» die tradtion uber das leben muhammeds: يمكن أن تصحح في أكثر من مسألة آراء لامنس المغالية» (?) .
وهو يأخذ على كيتاني في دراسته الواسعة (حوليات الإسلام) نزعته الشكوكية المبالغة ويقول: «ليس من الصعب تصحيح مبالغاته في الشك» (?) .
ثم هو يطرح هذا المبدأ المنهجي (البنائي) في مجابهة النقد الهدمي الذي مارسه المستشرقون إزاء السيرة إلى الحد الذي أوصل لامنس «إلى استبعاد أخبار الفترة المكّية» بكاملها!! على الرغم من أن كثيرا من العلماء اتفقوا