الجيوش الإسلامية التي أحسنوا قيادتها. والواقع أن الآيات القرآنية (?) توحي بأن دافع الهجرة هو الاضطهاد الشديد الذي وقع على المسلمين، والمحاولات التي بذلها المشركون لفتنتهم، وإنها هي التي دفعت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإيعاز بالهجرة (?) ، الأمر الذي كاد أن يدفع أبابكر نفسه إلى الهجرة لولا أن أجاره أحد الزعماء (?) .

وحتى في المسائل الحاسمة التي لا تقبل مداورة ولا التواء، يحاول (وات) أن يقتحم (بشكّه) و (نفيه الكيفيّ) جدار الوقائع، لكي يزرع هناك افتراضاته وتحليلاته.

إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يهاجم يوما عبادة الأصنام في الكعبة، وإنما انصبّ هجومه على عبادة الأصنام القابعة في المعابد الكائنة في ضواحي مكة. ولذا فإن معارضة مكة للإسلام لم يكن سببها الأساسي «الخوف من أنه إذا دان أهل مكة بالإسلام وتركوا الإلحاد كفّ البدو عن زيارة الكعبة، وحلّ الخراب بذلك في تجارة مكة، وهذا السبب غير مرض، فسوف نحاول عبثا العثور في القرآن على أي أثر لمهاجمة عبادة الأصنام في الكعبة.. ولقد رأينا أن الهجوم على عبادة الأصنام كان في المعابد الكائنة في ضواحي مكة ولم يكن لهذه المعابد أهمية تجعل التخلّي عنها يهدد بانهيار التجارة المكّية عامة» . ويخلص (وات) إلى القول بأن «فتح مكة لم يغيّر سوى الميزات الثانوية» (?) .

لقد كانت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ لحظات (إعلانها) الأولى وحتى دخول مكة وتحطيم الأصنام، صيحة متواصلة ضد الوثنية، وصراعا مكشوفا ضد الأصنام أيا كانت في مكة أو خارجها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015