القادة مع علي حين وفاة عمر، فقد عيّنهم لتأمين انتخاب الخليفة في مسألة الستة (الشورى المعروفة) . وأن من الصعب القول بأن الخمسة أنفسهم قد جاؤوا معا إلى محمد قبل عشرين سنة عند بدء الإسلام. وأسماؤهم هي:
عثمان بن عفان، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، طلحة بن عبيد الله» (?) .
ألا يجوز أن يكون اختيار عمر رضي الله عنه لهؤلاء الرجال الستة، كي ينتخبوا من بينهم الخليفة التالي، كونهم أول من أسلم بعد أبي بكر نفسه، فاكتسبوا بذلك ليس مكانة في قلوب المسلمين وشرفا في الإسلام فحسب، ولكن خبرة وإدراكا تمكنانهم من قيادة دولة أصبحت تمدّ ظلّها على مساحات واسعة من العالم القديم.. أيكفي هذا التطابق الذي ربما يكون متعمدا، لكي نضع الرواية وشبيهاتها موضع الشك، ونضحّي بها؟
عبر هذا السياق من الشكّ أو النفي، يمكن أن نجد افتراضات أخرى يطرحها (وات) يشكّك من خلالها، أو ينفي، روايات ووقائع (قبلية) اعتقد أن ذكرها أو تدوينها فيما بعد يحقق مصلحة أو دعاية لهذه الفئة أو تلك أو لهذه الأسرة أو تلك.
فمثلا يمكن «أن نفرض أن حماية مطعم بن عدي، زعيم بني نوفل، لمحمد، إثر عودته من الطائف، كان ببعض الشروط، وأن نجد حديثا عن ذلك في المصادر، وليس ذلك مدهشا لأن القصة تروى لتمجيد نوفل، ثم أهملت فيما بعد لأنها تسيء لبني هاشم، ولهذا لا يذكرها ابن إسحاق (بينما يدخلها ابن هشام» (?) ، ومثلا «إن عروة كان ينتمي لبيئة سياسية في الدولة الإسلامية؛ وهي الحزب الحاكم أيام محمد المؤلّف من الثلاثي أبي