ثالثا: لأن بعض الوقائع يمكن نسبتها لفترات لاحقة من حياة محمد صلى الله عليه وسلم ولكنها سحبت إلى الوراء..
وإذا كانت قصة (بحيرى الراهب) موضع جدل، وقد تتعرض للاهتزاز أمام النقد (?) ؛ فإن حادثة شق الصدر تستعصي على النفي؛ لا لأن مسلما (?) وأحمد (?) أخرجاها فحسب- فضلا عن ابن هشام (?) وابن سعد (?) والبلاذري (?) وغيرهم من المؤرخين الأوائل- ولكن لكونها واقعة ترتبط بنسيج الظاهرة النبوية ذات الأصول الغيبيّة التي يصعب التعامل معها في إطار التحليل العقلي بمنظور تاريخي. وها هنا، فإن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي في نسيجها المغيّب بالمنظور، ويتداخل تداخل السدى باللحمة.. ونحن إما أن نقبل هذا البعد الذي يجعل من محمد عليه الصلاة والسلام (نبيا) ويرتب نتائج النبوة على أسبابها في التكوين النفسي، وإما أن نرفضه من الأساس وحينذاك يمكن حتى لظاهرة (الوحي) أن تستحيل إلى فعل منظور.. وإلا ألحقت «بالروايات ذات الطابع الفقهي التي هي ليست حقيقة بالمعنى الواقعي للمؤرخ، وإنما هي حقيقة بالنسبة للمسلمين» .
ولن يستطيع أحد بعد تجريد الواقعة التاريخية من بعدها الواقعي الحقيقي، إلّا أن يعتبرها غير تاريخيّة على الإطلاق!!
حتى إذا ما تزوج محمد صلى الله عليه وسلم وأنجبت زوجته رضي الله عنها أولادهما السبعة المعروفين؛ فإننا نجد أنفسنا أمام هذه الفرضية التي يطرحها (وات) :