هذا أحد أبناء الكنيسة المادية: بندلي جوزي (?) ، يقول محللا بعض مواقف رسولنا عليه الصلاة والسلام: «إن سياسة النبي مع المكيين قد تغيّرت كثيرا في المدينة تحت تأثير عوامل جديدة أوجدتها الظروف، وأدى إليها الاختيار وحب النبي لوطنه الأصلي وأهله وذويه، إلى غير ذلك من الانفعالات النفسيّة والعوامل السياسيّة التي ظهرت بعد موقعتي بدر، وأحد، وحصار المدينة، وكان من نتائجها أن النبي أخذ يلطّف من سياسته نحو إخوانه المكّيين. كما أن أصحاب السلطة في مكة رأوا- بعد ما أصابهم في موقعة بدر، وبعدما لحق بتجارتهم من الخسائر- أن يتساهلوا في أمور كثيرة مع النبي على شروط تضمن بقاء الكعبة والحج وعكاظ على ما كانت عليه قبل الإسلام، وأن يشملهم بالعفو ويشركهم في عمله الجديد الذي أخذوا يتوقّعون منه خيرا. وربّما كان من شروط التفاهم (?) أن يبقى النبي في المدينة، وألّا يتعرض في كلامه لأمورهم المادية.

فكانت الحديبية وسياسة (تأليف القلوب) ، أو بعبارة أخرى: سياسة التسامح والتساهل المتبادل، فصار الناس (يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً) لا عن اعتقاد بصحة الدين الجديد الذي لم يكونوا يعرفون عنه إلا الشيء القليل، بل عن رغبة في التقرب من أصحاب السلطة الجدد، وحفظا لمراكزهم القديمة وثروتهم المجموعة في أجيال. يخيل لي- يقول جوزي أن من جملة الشروط التي اتفق عليها الطرفان في الحديبية- أو في زمان أو مكان آخرين- أن يكف النبي عن الطّعن في الملأ المكي، وألا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015