وأرستقراطية الإقطاع مثل (كليمو فيج) ، ومنهم من يراه في مصلحة أرستقراطية الرقيق فقط. في حين أن البعض مثل (بلاييف) يرى أن الإسلام المتمثل بالقرآن لا يلائم المصالح السياسية والاجتماعية للطبقات الحاكمة، فلجأ أصحابه إلى الوضع في الحديث لتسويغ الاستغلال الطبقي الجديد.
وفي حين أنّ بعضهم يقول: إن الأرستقراطية وحّدت القبائل العربية لتحقيق أغراضها، يقول غيره: إن القبائل كانت تتوثب للوحدة، فجاء الإسلام موحدا يعبر عن ذلك التوثّب.
ويضطرب الموقف من منشأ الإسلام ذاته، فبينما يدعي (كليموفيج) أنّ محمدا صلى الله عليه وسلم واحد من عدة أنبياء ظهروا وبشّروا بالتوحيد، وأراد توحيد القبائل.. يذهب (تولستوف) إلى نفي وجود النبي العربي صلى الله عليه وسلم. ويعده شخصية أسطورية. وبينما يعترف البعض بظهور الإسلام يذهب (كليموفيج) إلى أن جزآ كبيرا منه ظهر فيما بعد في مصلحة الإقطاعيين، ونسب أصله إلى فعاليات معجزة لمحمد، وتجاوز (تولستوف) إلى أن الإسلام نشأ من أسطورة صنعت في فترة الخلافة لمصلحة الطبقة الحاكمة، وهي أسطورة مستمدة من اعتقادات سابقة تسمى الحنيفية» (?) .
ألا يقترب هذا أن يكون دينا جديدا، لا يقل عن النصرانية- يومها- حقدا على الإسلام وكراهية لنبيه عليه الصلاة والسلام، وبعدا عن المنهجيّة في التعامل مع الوقائع والأحداث؟ وأتباع المدرسة المادية أليسوا هم رهبانا جددا في موقفهم من رسولنا عليه الصلاة والسلام وتاريخنا؛ غيّروا أزياءهم ولكنهم ظلوا من داخل نفوسهم رهبانا ينتمون للكهنوت المادي الجديد الذي ما كان تدخينه على الرؤية النقيّة إزاء سيرة رسولنا عليه الصلاة والسلام بأقلّ كثافة من الدخان الذي أثاره رجال النصرانية الأوائل؟.