أحد التي أصابت مجده العسكري، من طريق آخر ففكر في القضاء على اليهود؛ فهاجم بني النضير لسبب واه» (?) .

ويضرب فلهاوزن على الوتر نفسه فيقول: «لم يبق الإسلام على تسامحه بعد بدر، بل شرع في الأخذ بسياسة إرهاب في داخل المدينة. وكان إثارة مشكلة المنافقين علامة على ذلك التحوّل.. أما اليهود فقد حاول أن يظهرهم بمظهر المعتدين الناكثين للعهد، وفي غضون سنوات قليلة أخرج كل الجماعات أو قضى عليها في الواحات المحيطة بالمدينة؛ حيث كانوا جماعات متماسكة كالقبائل العربية، وقد التمس لذلك أسبابا واهية..» (?) .

ويظهر مرغوليوث عطفه- هو الآخر- على اليهود، ويرى أنّ اقتحام خيبر محض ظلم نزل باليهود، لا مسوغ له على الإطلاق: «عاش محمد هذه السنين الست ما بعد هجرته على التلصّص والسلب والنهب، ولكنّ نهب أهل مكة قد يسوّغه طرده من بلده ومسقط رأسه وضياع أملاكه، وكذلك بالنسبة إلى القبائل اليهودية في المدينة، فقد كان هناك- على أي حال- سبب ما، حقيقيا كان أم مصطنعا يدعو إلى انتقامه منهم، إلّا أن خيبر التي تبعد عن المدينة كل هذا البعد، لم يرتكب أهلها في حقه أو حق أتباعه خطأ يعتبر تعديا منهم جميعا، لأن قتل أحدهم رسول محمد لا يصح أن يكون ذريعة للانتقام، وهذا يبين لنا ذلك التطور العظيم الذي طرأ على سياسة محمد. ففي أيامه الأولى في المدينة أعلن معاملة اليهود كمعاملة المسلمين، لكن الآن (بعد السنة السادسة للهجرة) أصبح يخالف تماما موقفه ذلك، فقد أصبح مجرد القول بأنّ جماعة ما غير مسلمة يعد كافيا لشنّ الغارة عليها. وهذا يفسر لنا تلك الشهوة التي أثّرت على نفس محمد والتي دفعته إلى شنّ غارات متتابعة، كما سيطرت على نفس الإسكندر من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015