قبل ونابليون من بعد.. إن استيلاء محمد على خيبر يبين لنا إلى أي حد قد أصبح الإسلام خطرا على العالم» «1» .

بل إنهم ليتعاطفون مع العرب الوثنيين ضد الإسلام، بالرغم من أن الوثنية تمثّل موقفا رجعيا هو في بدء التحليل ومنتهاه: ضد التحضّر.. ويجد المرء نفسه مضطرا لعقد مقارنة بينهم وبين أسلافهم (زعماء يهود خيبر) الذين وقفوا أمام أبي سفيان وأصحابه من زعماء قريش يقسمون بالله أنّ دين الوثنية خير من دين محمد، وأنهم أولى بالحق منه (?) ، والهدف في الحالتين واضح لا ريب.

يقول بروكلمان: «لقد حالت الظروف بين الرسول وبين الشروع في شنّ حملة نظامية مباشرة على المشركين. فقد كانت فكرة الشرف العربية القديمة تمسك المهاجرين عن محاربة إخوانهم في قريش، في حين كان المدنيون غير شديدي الميل إلى تعكير صفو السلم مع جيرانهم الأقوياء.. حتى إذا كان شهر رجب الحرام وجّه جماعة من الغزاة بأوامر سرية فوقفت إلى مباغتة قافلة بالعروض، كانت حاميتها العسكرية تتقدمها مطمئنة إلى حرمة الشهر، فأصابت غنائم عظيمة عادت بها إلى المدينة. ولكن هذا النقض للقانون الخلقي القبلي لم يلبث أن أصاب عاصفة من الاستنكار في المدينة.

فما كان من محمد إلّا أن أنكر صنيع أتباعه الذي تم وفقا لرغباته بلا خلاف، وعزاه إلى سوء فهم لأوامره» (?) .

ويتمنّى نولدكه: «لو أن القبائل العربية استطاعت أن تعقد بينها وبين محمد محالفات عربية دقيقة للدفاع عن طقوسهم وشعائرهم الدينية، والذود عن استقلالهم، إذن لأصبح جهاد محمد ضدهم غير مجد. إلّا أن عجز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015