الحمامي، وخالد سلمان، وصالح بن عمر، والأسقفان: ربيع بن زيد، والأصبغ ابن عبد الله بن نبيل (?). وقد يسر لهم الخلفاء إحراز المناصب في السفارات وقصور الخلافة وقيادة الجيوش: فعندما ردت قرطبة على بغداد في أسفارها إلى الدول الأوربية بعث عبد الرحمن الثاني يحي بن الغزال إلى ملك النورمان والدانمرك (845) وتبادل عبد الرحمن الناصر السفارات مع القسطنطينية (950) وأوفد أسقف قرطبة ريسيموندو المشهور عند العرب بربيع بن زيد إلى أوتو إمبراطور ألمانيا، واحتفي بسفيرة الأسقف جرتز (953) فقضى في قرطبة ثلاث سنوات تعلم خلالها العربية ورجع منها بالمخطوطات النفيسة. ووفد على بلاط الخليفة سفراء بيزنطية وألمانيا وإيطاليا وفرنسا (?). وفي بلاط الخلافة يقول المقري: وتقدم الحكم الثاني باستدعاء أردون (ابن ألفونسو) وقد حفته جماعة من نصاري وجوه الذمة يؤنسونه ويبصرونه، فيهم: وليد بن خيزران قاضي النصارى بقرطبة، وعبيد الله ابن قاسم مطران طليطلة وغيرها (?). وممن تولى قيادة جيوش المسلمين السيد، وقد تلقب به دون رودريك الذي قضى أجمل أيامه في خدمة عرب سرقسطه عند ما أقصاه ألفونسو السادس (1081) ثم قاتل المسلمين إلى جانبه.

أما الثقافة العربية فيقول البارو القرطبي في كتابه الدليل المنير: وأقبل أهل مالقة على مصنفات المسلمين في الأدب والفقه والفلسفة تثقفاً بثقافتها لا للرد عليها وبذلوا أموالا طائلة في تأسيس مكتباتها. وينطبق قوله على المستعربين في الأندلس قاطبة الذين جروا على عادات المسلمين في نظام الحريم وختن الأولاد وإتقان العربية واستعمال حروفها لكتابة اللاتينية. ثم على الخاصة من النصارى وقد آثروا أسماء العرب ولغتهم وثقافتهم، وفي طليعة هؤلاء رجال الدين فاختلفوا إلى مدارس المسلمين ومجامعهم ومكتباتهم ثم قبعوا في أدبارهم ينقحون ذلك التراث ويترجمونه ويفسرونه ويصنفون فيه ويذيعونه بين الرهبان وطلاب العلم، فينتشر انتشاراً سريعاً بفضل مدارسهم في أديار: ريبول - حيث تعلم الأب جربر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015