ولما خرجت الولايات المتحدة من عزلتها إلى العالم اهتمت كبري جامعاتها وعدد الجامعات الأمريكية اليوم 1300 بين حكومية وخاصة- حضارات وديانات آسيا وأفريقيا. فأعدت جامعة كولومبيا، بالاتفاق مع ثمانية عشر معهداً وجامعة، منهجا شرقياً حديثاً- تسهم الحكومة في نصف نفقاته- لتدريس لغات الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، فأصبح عدد الجامعات والمعاهد المعنية بالعربية 16، وبالفارسية 5، وبالتركية 5، وبالأندونيسية 4، وواحدة بالأردية (1956) ثم أعدت برامج عن الشرق الأوسط درست في 21 جامعة وكلية (1962 - 63) ثلثا أساتذتها أجانب بينهم لبنانيون: كالدكتور شارل مالك، ثم الدكتور جورج مقدسي في جامعة هارفارد، والدكتور منصور في جامعة ويسكونسن. والدكتور جورج حوراني أستاذ العلوم الإسلامية بقسم دراسات الشرق الأدنى في جامعة ميتشيجان، والدكتور شرابيه مصنّف كتاب حكومات الشرق الأوسط وسياسته في القرن العشرين (1962) والدكتور عزيز عطية رئيس مركز الشرق الأوسط في جامعة أوتاه، والأستاذ إيلي سالم في جامعة جونز هوبكنز (1957 - 63) ما خلا الذين تجنسوا بالجنسية الأمريكية وهم كثير، وفي طليعتهم الدكتور فيليب حتى في جامعتي كولومبيا وبرنستون، والدكتور نوفل المترجم الشرقي في البيت الأبيض، والدكتور عفيف طنّوس المدير المسئول في وزارة الزراعة، والمحاضر عن الزراعة في بلدان الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. ومن أشهر الجامعات والمعاهد المعنية بالشرق الأوسط.
في كمبردج، ويبلغ عدد طلابها اليوم 13 ألفاً لكل ثلاثة منهم أستاذ، ويقدر رصيدها بنحو 450 مليون دولار تنفق منها على معاهد الأبحاث والمختبرات والمتاحف: كالمتحف السامي الذي يضم مجموعة نفيسة من حضارة الآشوريين والبابليين والعبرانيين والفينيقيين والعرب. كما كانت مطبعة ستيفن داي، وهي أولى المطابع التي أنشئت في الولايات المتحدة (1840) تحت إشرافها. وتحتوي مكتبة كلية الحقوق فيها على جميع القوانين ونصوص المبادئ والمعاهدات واللوائح التي صدرت في سائر بقاع العالم. وتعتبر هارفارد أكبر الجامعات الأمريكية التي عنيت بتواريخ الشعوب السامية