ابن عبد ربه. ورائد الفلسفة: ابن مسرة - الذي سبق أن رأس حلقة في جبل العروس (900) فنشأت على غرارها حلقات في المدن الإسبانية حتى القرن الثالث عشر -، وعالم الرياضيات والفلك أحمد بن نصر، ومسلمة بن القاسم، ولكنهما تسترا على بحوثهما خوفاً من الفقهاء والعامة. وترجم كتاب ديوسقوريدس في العقاقير الطبية (?).
وقدم الحكم الثاني العلماء والفلاسفة والرياضيين والفلكيين فظهر مذهب مسلمة المجريطي الذي أدخل رسائل إخوان الصفاء في الأندلس، واشتهر ابن صلا الله القرطبي بآرائه المعتزلية المنحرفة. وازدهر الطب بفضل أبي القاسم الزهراوي صاحب التصريف لمن عجز عن التأليف، في جزء ين، جمع الثاني معارف الجراحة في عصره، وقد ترجم إلى اللاتينية، وصدرت منه طبعات متعددة (البندقية 1497، بال 1541، أكسفورد 1778) وظل مرجعاً في مدرستي الطب في سالرنو ومونبلييه (?) - وعلم النبات على يد ابن جلجل (المتوفى 982) كما احتفى الحكم بوفادة أبي على القالى الذي خلف أثراً كبيراً فيمن عاصره أو جاء بعده من أهلها.
أما ملوك الطوائف فقد تنافسوا - وكان معظمهم على جانب كبير من الثقافة - فيما بينهم في ميادين الفنون والآداب والعلوم فنبغ في غرناطة: أبو الفتوح الجرجاني، وصمويل بن نجدله. وفي بلنسية: ابن وهبون، والوقشي، وابن خفاجة، وابن سيده صاحب كتاب المخصص.
وفي بطليوس: جمع المظفر بن الأفطس مواد موسوعته المظفرية. وفي أشبيلية: كان المعتضد والمعتمد وزوجته اعتماد ووزيره ابن عمار من أعلام الشعر.