الكبائر، وجمع الصوفية بين الإسلام والبوذية والأفلاطونية الحديثة والأوغسطينية رداً على ترف الناس ومجونهم، وبدء الأدب الديني بتأثيرات النصرانية السريانية - ثم أخذ المؤلفين المسلمين أكثر معارفهم عن النصرانية وبيزنطية في عهود الجاهلية عن المصادر السريانية - والموسيقى بالألحان السامية ثم بالتقاسيم الهليستينية والأنغام الفارسية والهندية، واقتباس الفنون من الحضارات الأخرى ثم تميزت بأساليب إسلامية صرف. حتى قيل إن حضارة الإسلام في بغداد من صنع الفرس والسريان والهنود، لأن العرب كانوا يومئذ وراث بداوة وجهالة، وهؤلاء وراث ملك وحضارة وفلسفة وعلم (?).

وأدخلت تلك الحضارة على اللغة العربية المصطلحات الزراعية من الأرامية، والإدارية من الفارسية واليونانية، والجدلية من العبرية والسريانية، والعلمية والفلسفية من اليونانية، فبلغت نحو: 988 كلمة آرامية، و 854 فارسية، و 472 يونانية، و 67 لاتينية، و 42 عبرية، ثم 32 تركية و 17 إيطالية، و 12 فرنسية، و 31 من لغات أخرى أصبحت بها أغنى اللغات السامية، وحلت محل الفارسية والسريانية والقبطية واليونانية واللاتينية من فارس إلى جبال البرانس وتجاوزتها إلى غيرها من لغات أوربا وحملت الدول الإسلامية على استبدال حروفها بالحروف العربية: كالتركية - حتى عهد مصطفى كمال - والإيرانية، والكردية، والأفغانية، وما تفرع منها. وفي الهند: الهندوستانية والكشميرية، والداخينية، والكورازية، والبلتية، والبنجابية، والملتانية، والسندية، والتاميلية، والهدنيه، والمليالامية. وفي تركستان: الأزبكية، والحاكاتائية والكرغزية، والكشغرية، وفي جاوه: الحاويه، والسندانية. وفي ما لازيا: المالائية. وفي جزائر سولو: السولائية. وفي أفريقيا: القبائيلية، والشلهائية، والسواحلية، والببارية، والغولية، والهوسائية، والغينية، والفيداجية، وفي أوربا: القازانية، والنوكائية والكوموكيه (?) - بعد أن استوعبت العربية التراث الإنساني قروناً طويلة. ذلك أنه أعقب عصر ترجمة تلك الفنون والآداب والعلوم وتفسيرها والتعليق عليها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015