بالخشب، ومن أشهرها جامع بوهوتيكي الذي يمتاز برقعة مربعة يجعمها سقف مخروطي، ومنارة دقيقة يعلوها الهلال، وتزدان جدرانه بآيات قرآنية ورسوم تمثل مشاهد من المدينة ومكة والكعبة. وجامعا كر وشيناني، وبوخوميكي. ولكل جامع جبانة يرجع تاريخ أقدمها إلى 1774. ولما ازداد عدد المسلمين بفردوفيا أنشأوا لهم جبانة فيها (1839) ويعد قبر جان بوكازي بن الحاج يعقوب، مترجم القرآن، نموذجاً لقبور غيره من المسلمين فيها، طرازاً وزخرفاً وآيات بالعربية يتوجها الهلال. ثم ضاقت بهم فأنشأوا جبانة حديثة لهم وللمسلمين الوافدين على بولونيا.

ورفع الأمير بونيا- تورسكي، شقيق الملك، وقيل فرقة من المحاربين المسلمين، مئذنة بشارع كشوتز تسنا (1886) وقامت بجوارها دار الإمام، وغير بعيد منها سلاملاك على طراز مغربي. إلا أن الحرب الأخيرة دمرت معظم تلك الآثار فاضطلعت الجمهورية الشعبية بترمه دمها، ذلك لأن المسلمين منذ نزلوا ببولونيا وهم يبلون بلاء حسنا في الذود عنها وقدلي بعضهم مصرعه في سبيل استقلالها مقتل الجنرال بيلاك- وكانت للفرق الإسلامية قبعات خاصة عليها الهلال- وقد أشاد كبار الأدباء ببطولاتهم في مصنفاتهم كالشاعرين: ميسكيفتش، وسلوفاكي. والقصصي سينكيفتش الذي خصهم بإحدى قصصه الشهيرة باسم هنية. وعندما قسمت بولونيا: بين روسيا وبروسيا والنمسا (1755) شارك مسلموها نصاراها المحنة سواء بسواء. حتى إذا استعادت استقلالها (1918) ثم أعلنت الجمهورية الشعبية فيها (1945) ضمنت المساواة في الحقوق بين جميع رعاياها فشغل المسلمون مناصب رفيعة في دواوين الحكومة والمراكز العلمية والمهن الحرة دون أن يهملوا شأنا من شئون دينهم، فأشرف على مساجدهم ومدارسهم ومؤسساتهم أئمة وخطباء وعلماء منهم.

وتصطنع غالبية مساحي بولونيا اللغة البولونية خلا رجال الدين الذين انحصرت العربية فيهم، فحافظوا على القرآن، ومخطوطات كتب السيرة والتفسير والحديث والشعائر، وعنوا بنسخها وزخرفة حواشيها عناية بالغة، وأهدوها الأسر الكبيرة، فتوارثتها جيلا عن جيل، منها مخطوط بتاريخ 1792، في كرونياري. وقصروا العربية على تلاوة الشعائر وكتابة الشواهد، وكتبوا البولونية بحروف عربية مما جعل مخطوطاتهم فريدة في نوعها، وقد أضيفت إلى الخطوطات الشرقية الأخرى عربية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015