قواعده ونشر مبادئه وطبعه بالطابع الإنساني (?)، ثم نقله السريان إلى لغتهم وأضافوا إليه وعلموه في مدارسهم. وكان معظمهم يجيد من اللغات: السريانية - ولها يومئذه قيمتها العلمية لأنها الآرامية الكنسية التي استوعبت الثقافتين اليونانية والهليستينية والفارسية والعربية واليونانية، فطفقوا ينقلون من اليونانية والسريانية إلى العربية بحسب حاجة الدولة إليها وعناية الخلفاء بها ورغبة المترجمين فيها. ومن أشهر علمائهم: جورجيس بن بختيشوع (المتوفى 771) عميد أطباء جند يسابور ثم طبيب المنصور وقد اشتهرت أسرته في بغداد بالأطباء طوال قرنين ونصف قرن. وأبو يحيى بن البطريق (المتوفى 806) ناقل أمهات مصنفات جالينوس وأبقراط والأربع مقالات لبطليموس. وابنه أبو زكريا مترجم سر الأسرار المنسوب إلى أرسطو. ويحي بن ماسويه (المتوفى 857) دارس التشريح بتقطيع أجسام القردة - وقد احتفظت العربية بترجمة سبعة كتب في علم التشريح فقدت أصولها اليونانية، وترجم فرج بن سالم كتابه في الجراحة (البندقيه 1471) ثم ترجم كتابه النوادر الطبية (بولونيا 1489) وكتب عنه في علاج العيون ماير هوف (عالم الإسلام 1916 - 17) - وحنين بن إسحق (المتوفى 877) رأس مترجمي دار الحكمة الذي نقل من اليونانية إلى السريانية ومن السريانية إلى العربية معظم مصنفات أبقراط وأفلاطون وأرسطو وجالينوس فبلغت 95 كتاباً إلى العربية منها كتاب النفس لأرسطو فنقله ابنه إسحق إلى العربية، والنبات المنسوب إلى أرسطو (فترجمه الفرد دي ساراشل 1200) وديوسقوريدس في العقاقير الطبية - أول من نقله تلميذه أسطفان بن سهل ناقل تسعة كتب لجالينوس - وبطليموس، والعهد القديم من الترجمة السبعينية، فكاد المأمون يفلس وكان يعطى وزن ما يترجم له ذهباً. وصنف حنين كتباً كثيرة منها التعليق على الإيساغوجي (وقد ضم إلى مجموعة مدرسة سالرنو الطبية وينسب إليه كتاب المقالات العشر في العين الذي عد أقدم كتاب جامعي لأمراض العين، وقال ليكلر في مؤلفه: كان أرجح شخصيات القرن التاسع عقلاً وأنبلها خلقاً .. ونقل ابنه إسحق (المتوفى 910) عدداً وفيراً من كتب أرسطو وشروح إسكندر الأفروديسي ذات الأثر البالغ في الفلسفة الإسلامية، وأرشميدس وأصول الهندسة لإقليدس