رأي مكافأة البرتغاليين على حسن صنيعهم بتحويل الحبشة من المذهب الأرثوذكسي إلى المذهب الكاثوليكي. وكانت بعثة برتغالية قد وصلت الحبشة في أثناء غيبته برئاسة رودريجز ومعها راهبان يسوعيان يحملان رسالة من سلطان الهند لضم الحبشة إلى المذهب الكاثوليكي ففعل ثم ارتد عنه. ولما أرسل الأب إبراهيم جورجي - وكان مارونياً من حلب، تعلم في رومة، وانضم إلى الرهبانية اليسوعية، وكلف بخدمة نصارى السريان في مليبار - إلى مصوع قتل عام 1595.
وبلغ البرتغاليون بمدافع سفنهم كانتون (1517) فتلقتهم تلقى القرصان سجناً وتقتيلاً، حتى إذا ساعدوا الصين على قراصنة آخرين كافأتهم، بأن منحتهم حق استيطان مكاو وحكمها وتشييد مصانع كبيرة للافيون عليها واستخدام الأهلين فيها فعاد أحدها عليهم بربح قدره 1,560,000 دولار في السنة.
وبعد أن فتح الإسبان جزائر الفلبين (1571) استقروا في جزيرة فرموزه ثم خلفهم الهولنديون. واستولوا على جاوه (1595) - وكان المسلمون قد دخلوها من مالقه (1479) وتوسعوا في نشر الإسلام فيها بأصهارهم إلى أمراء الثغور المجاورة وأقدم الآثار الإسلامية قبر فاطمة بنت ميمون (المتوفاة عام 1083) - وأنشأ الهولنديون مدينة بتافيا (1619) وشركة الهند الشرقية الهولندية للتجارة. ثم أقبلت خمس سفن إنجليزية (1637) على كانتون، وأسكتت بمدافعها المدافع التي قاومتها وأنزلت في المدينة بضائعها. ولكنها أثارت العقبات في وجهها بإرسال الأفيون إلى الصين ولما أوفدت إلى الإمبراطور شين لونغ (1737 - 1796) بعثة برئاسة اللورد مكارتني لعقد معاهدة تجارية منه رد عليها بخطاب إلى الملك جورج الثالث جاء فيه: وخليق بك أيها الملك أن تحترم شعورى هذا، وأن تكون في المستقبل أكثر إخلاصاً وولاء مما كنت في الماضي حتى يكون خضوعك الدائم للعرش من أسباب استمتاع بلادك بالسلام والرخاء في مستقبل الأيام.
وفي مطلع القرن الثامن عشر بدأ استيراد الأفيون من الهند إلى الصين فحرمته حكومتها مراراً وأمرت المستوردين الأجانب (1838) في كانتون بتسليم ما في مخازنهم منه، فلما أبوا حاصرت أحياءهم واستولت على عشرين ألف صندوق عنوة