وصقليه وكورسيكا صلات قديمة وثيقة منوعة (?) لم تكن خافية على المسلمين فبدأوا بجزر الباليار فمر بها عبد الله بن موسى بن نصير (707 - 708) ابتغاء فتحها، وكر عليها المسلمون (797 - 798) فردهم عنها شارلمان (799) ثم مكنهم منها النورمان (النورمانديون - أهل الشمال) فاستولى عليها عصام الخولاني (903) ولما استقل الأغالبة عن بغداد بتونس (801) وأحلوا الإسلام والعربية محل النصرانية واللاتينية غزوا شواطئ إيطاليا وفرنسا، واحتلوا كورسيكا (809) وسردينيا (810) ثم استولى منفيو الأندلس على كريت (825) فاستؤنف النزاع القديم بين قرطاجنة وبين اليونان ومن بعدهم الرومان على صقلية (827) فما استعان أوفيماس أحد ثوار سرقوسة بالأغالبة على الحاكم البيزنطي حتى استنفر زيادة الله الأغلى الجند لجهاد صقلية وجرد عليها أسطولاً من سبعين سفينة فيها عشرة آلاف مقاتل وسبعمائة فارس، عقد لواءه للقاضي الوزير أسد بن الفرات، فتوفى بعد جهاد 13 شهراً، ودفن تحت أسوار سرقوسه. وخلفه محمد بن أبي الحواري، ثم فتح زهير بن عوف بالرمو (831) وجعلها نقطة ارتكاز لفتوح أخرى وللتدخل في الخلافات الناشية بين الدويلات الإيطالية. وصدق حدسه، فاستنجدت نابولي بالمسلمين (837) فأنجدوها، وغزوا أنكونا (839) واستولوا على تورنتو (840) ومسينا (841) وباري - حصن البيزنطيين في الجنوب وجعلوها قاعدتهم الرئيسية - ولما استقل قوادها عن أمير بالرمو استعادها الايطاليون (841 - 871) - وانقضوا على سالرنو بدعوة من دوق بنفنتو (842) وارتدوا عنها بعد تخريبها مساكن ومزارع، ثم ظهروا في جوار البندقية وأشرفوا على رومة ونزلت فيالقهم باوستيا مرفأها البحرى (846) وعندما عجزوا عن اختراق أسوارها استولو على ما في خارجها من كنوز كاتدارائيات القديس بطرس والفاتيكان والقديس بولس واستباحوا ضواحيها وعبثوا بقبور الباباوات. ولم تنل منهم الهزيمة البحرية التي أنزلها بهم دوق نابولي في وقعة ليكوزا (846) فكروا بسفنهم على أوستيا حيث قهرهم أسطول إيطالي بفضل الحلف الذي عقده البابا ليون الرابع (849) - في حجرة حريق المدينة بالفاتيكان صورة لرفائيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015