الصليبية بعد معركة حامية (1217) وقنع شانجه الثالث (1223 - 1245) بما ورثه. ولم يقنع ألفونسو الثالث (1245 - 1279) فاسترجع من ابن محفوظ الغرب كله وضمه إلى البرتغال (1249) وأنشأ الملك دينيس (1279 - 1325) جامعة لشبونه (1290) وقرب علماء العرب وأفاد من علومهم.

ثم ارتقي عميد منظمة دافيس العسكرية عرش البرتغال باسم جان الأول (1385) وفي عهد أسرته فتح البرتغاليون سبتة (1415) طمعاً في إنشاء إمبراطورية فيما وراء البحار وتسيير السفن حول شاطئ أفريقيا الغربي، وفك حصار المسلمين عن الحبشة. ومن سبتة انطلقوا إلى القصر الصغير وطنجه، وانبثوا في شعور الشاطئ المغربي وأقاموا عليه القلاع، وبلغوا منه جزر المديرا (1418) وأسور (1427) وسنغاي على ضفاف النيجر (1468) ورأس الرجاء الصالح (1486) ثم الهند.

8 - فرنسا:

لئن رد الخليفة الوليد موسى بن نصير عن جبال البرانس، فقد أذن خلفاؤه للحر بن عبد الرحمن باختراقها فاجتاح جنوب فرنسا. ثم عبد الرحمن الغافقي - وهو من أشهر ولاة الأندلس - في فتحها جميعاً. فعبر بجيوشه جبال البرانس واستولى السمح بن مالك على ناربون وجعل منها قاعدة ولم يحل مصرعه أمام تولوز (721) بين العرب وبين اكتساحهم: كاراكسون، ونيم، وليون، وما كون، وأوتن، وغاليسيا، وأعالى الرون واللوار (?) وبلغوا أتون وأفينيون وفتحوا بوردو عنوة (?) وأشعلوا النار في معابدها، وفي الكنيسة القائمة خارج أسوار بواتيه. ثم زحفوا شمالا حتى جاوزوا مدينة تور. فلما استفحل أمرهم صادر شارل مارتل أموال الكنائس وألب عليهم جيشاً خليطاً من الفرنسيين والألمان والبورغنديين فدحرهم بعد معركة حامية دامت سبعة أيام في سهل بين تور وبواتييه وقد عرفت برقعة بواتييه (732) وقتل الغافقي وانسحبت جيوشه في جنح الظلام.

ويقول لبون، وقد اشتهر بالتعصب على الفرنجة، في كتابه حضارة العرب،

إن مارتل لم يكن بحيث وضعه المؤرخون، فهو لم يقو إلا على دحر العرب في وقعة بواتييه. ولكنه عجز عن إجلائهم عما كانوا قد احتلوا من المدن، أو إيقاف زحفهم على: جرينوبل، ونيس، وفريجوي، ومرسيليا، فأقطعهم حاكمها ولاية بروفنس (737 - 759) وبلوغهم أرل وسان تروبيز (889) وانبثاثهم في الفاله والسوس، ومتز (935) ونزولهم بجبال البيرنه والألب في جنوب فرنسا خلال قرنين متواليين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015