7 - البرتغال:

وتقع البرتغال - وكانت تعرف قديماً بلوشيتانيا ويلتقي على أرضها الأفريقيون كالليبيين والبربر بالآريين والسلت الأوربيين - في شمال شرق الجزيرة الأيبرية (أسبانيا) وقد أصابها ما أصاب الجزيرة فاستولى عليها الفينيقيون والقرطاجنيون واليونان والرومان، وفي عهد أغسطس أحد أباطرة هؤلاء شهدت مدينة ماردة على شرفه وجعتها عاصمة البلاد.

وبعد أن فتح موسى بن نصير أشبيلية مشي على ماردة وأحل شلب محلها قاعدة الغرب الأندلسي. وفي عهد الولاة نزل بنو وزير من اليمن بشلب وباجه، وأقطع غيرهم من العرب والبربر يابرة ولشبونه وشنتمرين، ثم أعيد توزيعها على السوريين والأردنيين والمصريين عند ما انتقلوا إليها.

ولما قامت الدولة الأموية أخمدت ثورة باجه وكانت تدعو للعباسيين، وردت قرصان الشمال عن لشبونة والقصر، وقضت على الأمراء والمولدين، وكانوا من الإسبان القوط قد اعتنقوا الإسلام وطمعوا في حكم إماراتهم، ثم اجتاحها المنصور في حملاته على غاليسيا وسانتياغو. واستعاد المرابطون من ألفونسو السادس ملك ليون وقشتالة بعد هزيمته في وقعة الزلاقة (1086) شنتمرين ولشبونة وشنتره.

وتزوج هنرى البورغندي من تيريزا بنت ألفونسو السادس فأقامه كونتا على البرتغال (1093 - 1112) وخلفه، بعد انشقاق بين النبلاء، ابنه ألفونسو الأول (1112 - 1185) فهزم المرابطين في وقعة الأرك (1139) وأفاد من ثورة ابن قسي عليهم، ومرور الصليبيين به لاسترجاع شنتمرين ثم لشبونه (1147) استرجاع جيرار سان بور (الذي لا يرهب الموت) أحد قواده يابره وباجه من الموحدين فيما بعد. وخلفه ابنه شانجه الأول (1185 - 1211) فحمل بالصليبيين الألمان والإنجليز وأهل الفلاندر على شلب فاستسلمت لهم عطشاً وخرج قائدها عيسى بن أبي حافظ بن على ومن بقي معه منها مؤمنين على أرواحهم (1189) ثم استعادها المنصور بعد استعادته القصر وبالملا والمادا. وعاون ألفونسو الثاني (1211 - 1223) الإسبان على دحر الموحدين (1212) واستجاب لرغبة أسقف لشبونة في استرجاع القصر، بمؤازرة إحدى الحملات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015