وحجر على هشام، وشيد مدينة الزاهرة، وتلقب بلقب الخلافة (992) واستولى على ليون وذبح أهلها، وعلى شنت ياقب (997) ودمر ضريح قديسها وأرغم أسراه على حمل أبواب كنيستها وأجراسها في موكب نصره بقرطبة، ثم جعل الاندلسيون تلك الأجراس مشاعل ينيرون بها منازلهم. وشغف المنصور بالعلم فنح صاعد البغدادي خمسة آلاف دينار على كتابه النصوص (?) وتقرب إلى العلماء بإحراق مكتبة الحكم الثاني فلم يغفر له (?)، وتوفي (1002) وهو عائد من حملته الثانية والخمسين التي غزا فيها قشتالة ودمر أديرتها وخرب حقولها.
عبد الملك المظفر (1002 - 1008) خلف أباه المنصور وأنزل بالمسيحيين هزائم عدة، ثم ائتمر به أخوه عبد الرحمن فمات مسموماً، ولما ولاه هشام عهده قتله الأمويون وخلصوا هشاماً وبايعوا ابن عمه محمداً المهدي فهدم المدينة الزاهرة (?) وزرع الأزهار في جماجم أعدائه، ثم اغتيل (1010).
(ج) ملوك الطوائف (1013 - 1086) وأعقب الثورة على أولاد المنصور الفتنة الكبرى فقضت على الخلافة الأموية واقتسم الأندلس البربر والمولدون والعرب: فولى غرناطة بنو زيري (1012 - 1090) ومالقه بنو حمود (1016 - 1057) وسرقسطة بنو هود (1019 - 1030) وبلنسية بنو عامر (1021 - 1065) وبطليموس بنو الأفطس (1022 - 1092) وأشبيلية بنو عباد (1023 - 1091) وقرطبة بنو جهور (1031 - 1070) وطليطلة بنو ذي نون (1035 - 1085) والمرية بنو صمادح (1044 - 1091) إلخ وفي ذلك يقول ابن خلدون: «إن دولة بني أمية لما فسدت عصبيتها من العرب استولى ملوك الطوائف على أمرها واقتسموا خطتها وتنافسوا فيما بينهم ... واستظهروا على أمرهم بالموالى والمصطنعين ... اقتداء بالدولة في آخر أمرها» (?) ولكنهم عجزوا عن صد هجمات الإسبان فاستعادوا صملنكة (1055) وهزم الفونسو السادس ملك قشتالة (1072 - 1109) المعتمد بن عباد صاحب أشبيلية (1083) فدخل في طاعته وزوجه إحدى بناته،