عليها الوريثة الشرقية لأثينة ومنارة للثقافة الهليستينيه - وهي مزيج من الثقافة اليونانية والحضارات السامية والإغريقية تميزت بالتوفيق بين المذاهب والصوفية والتجريد والتنوع - المنتشرة في مدارس قرطاجنة وبيروت وأنطاكية والرها وغيرها طوال أحقاب. ولئن حل فقه اللغة ونقد النصوص فيها محل الابتكار فلم ينازعها في العلوم منازع فنبغ فيها أقليدس (306 - 283) ركن علم الهندسة المكين صاحب علم الفلك وأصول الهندسة: وأخذ عن تلاميذه أرشميدس السرقوسي الذي ولد وتوفي في صقلية (212 - 287) رأس علماء الطبيعة الأقدمين. وزاول الطب فيها هيروفيلوس المقدوني (285) أكبر العلماء في تشريح العين والمخ. وطفق أساتذة متحفها يتوسعون في تعاليم فيثاغورس وأفلاطون فينشرها طلابهم في مدن حوض البحر الأبيض المتوسط.
وحل الرومان محل اليونان (30 ق. م - 295 م) وخلفهم البيزنطيون (395 - 641) وأجلاهم المسلمون (641) وقد جعل قيصر مصر من أملاك الإمبراطور وكلف سويجنس العالم الإسكندري تعديل التقويم المصري، وأضاف كاليغولا (37 - 41) دين إيزيس إلى أديان رومة الرسمية، وأنشأ هدريان (117 - 138) مجمعاً لينافس به متحف الإسكندرية، ثم زاد في محتوياته عندما زارها (130) وكانت مركزاً لدراسة الطب بز مدارسه في مرسيليا وليون وسرقوسه وأثينة وأنطاكيه، فتوافد عليه الطلاب من أنحاء الإمبراطورية وحسب الطبيب شهرة تخرجه منه. وقد صنفت إحدى طبيباته مترودورا رسالة في أمراض الرحم، عدت مرجعاً، وألف أحد أطبائه ديوسقوريدس القليقيائي (40 - 90) كتاباً في العقاقير الطبية أفاد من نقله العرب في بغداد وقرطبة واعتمدت عليه أوربا في عصر نهضتها، وتعلم الطب فيها وفي قيليقيا وقبرص جالينوس (130 - 200) وزاوله في رومة (164 - 168) وهو أعظم أطباء عصره، وقد أربت مؤلفاته على 500 سلي منها 118 رسالة ضمنها جميع فروع الطب. كما اشتهر في الإسكندرية: بطليموس، نسبة إلى بطليموئيس على شاطئ النيل، أكبر علماء الفلك الأقدمين، صاحب النظام الرياضي ويطلق العرب عليه المجسطي (140) والموجز في الجغرافيا (155) وصور الكواكب إلخ. وهيرون الاسكندري (225) الذي ألف رسائل