في قصة الطلسم، ولسنج في ناثان درفيزه وغيرهما كثر. وقد نشر دي مالان ودى مينار مجموعة مؤرخي الصليبية متناً وترجمة فرنسية، في ستة عشر مجلداً، اشتملت على نصوص من مؤرخي اللاتين واليونان والأرمن، ومن العرب على ما كتبه عنها: أبو الفداء، وابن الأثير، والعيني، وابن شداد، وابن الجوزي، وابن العديم، وأبي شامة (باريس 1870 - 1894) ثم صدرت لها تتمه من حجم أصغر بعنوان: وثائق خاصة بتاريخ الصليبيين.
رسم بعض الرحالين والتجار الغربيين للشرق في أذهان قرائهم صورة غامضة غريبة أو ناقصة مشوهة. وفي طليعتهم ماركو بولو، الذي قضى في الشرقين الأدنى والأقصى عشرين سنة، ودون رحلته في جزءين (انفر 1985) حشاهما بغرائب الثراء والأخلاق والأديان. ثم صححها الراهب أوديريك البوردينوني، بعد عودته من الهند والصين (1321) عن طريق التيبت وفارس، برحلة ممتعة. ويليها كتاب الكنوز وهو رحلة شاباي وفيها ضلالات وفيرة ليس أقلها قوله إن الشرقيين ثمانية أنامل ورأسين. إلا أن ترهات هؤلاء وغيرهم لم تحل بين الغرب ورحيل المنصفين منه إلى الشرق. فزار فورير مصر، وأحسن وصف بعض معالمها في كتابه الدليل (1565) وطوف رودزيفيل بسوريا ولبنان وفلسطين ومصر، وفصل الكثير من عادات أهلها وأخلاقهم وأحوال بلادهم. واعترف لهم شاردن بأنهم شعب لطيف الأحدوثة، خفيف الظل، نابه مضياف (باريس 1686) ورأى دى لافال فيهم قوماً روحيين، قنوعين، صوفيين يؤثرون الحياة الأخرى على الحياة الدنيا. ولكن دي بروسلوس اتهمهم بأنهم واليهود سواء، لا عهد تجاري لهم ولا ذمام فيهم، فهم مراءون، متقلبون، انتهازيون، يخفون جميع ذلك تحت برقع من السذاجة المصطنعة والكلم المعسول (?). على أن المثقفين لم يأخذوا بتلك الأباطيل فردوها وحذروا منها، فنعي فولتير على أولئك الرحالين والتجار اتخاذهم من شاذ قانوناً وقياساً (?). وحقق لوفا وصف بعض معالم مصر في رحلته (لاهاي