الشرقية في كتابه ديكامرون، وعثر فيليب الطرابلسي في أنطاكية (1247) على مخطوط سر الأسرار بالعربية المنسوب خطأ إلى أرسطو، فترجمه باللاتينية فأضحى أكثر المنقولات تداولاً في العصر الوسيط. وكان في ذلك العهد 446 شاعراً منهم أربعة ملوك: رتشارد الأول، وفردريك الثاني، وألفونسو الثاني، وبدرو الثالث. فاصطحب بعضهم الشعراء في حملاتهم؛ كبيار فيدال (1167 - 1215) ولم يفتخروا جميعاً بها، بل خرج منهم من أشاد بنجاح حملة فردريك المحروم، وإخفاق حملة لويس القديس، وهجا غيرهم رجال الدين وسخروا من الجحيم، وسما ولتر، في نشيد الصليبيين، فوق القتال، فقال فيه: لكل الناس أم واحدة، والنصارى واليهود والمسلمون يعبدون الله، والله يبسط رعايته على خلقه جميعاً. وكان صلاح الدين الأيوبي بطل تلك الحملات، فأرخ ابن العماد الأصفهاني لفتحه القدس، ودون سيرته بهاء الدين بن شداد - نشرها شولتنس متناً وترجمة لاتينية (ليدن 1735)، وأخذ عنها رينو في كتابه مختصر ما كتبه مؤرخو العرب عن حروب الصليبيين (باريس 1829) - ونشأت بين فرسان الفرنجة والفارس أسامة بن منقذ (1095 - 1188) صلات ود وشارك في الحروب عليهم فوجد وأنهم بهائم فيهم فضيلة الشجاعة والقتال لا غير (?)». في حين نقل الصليبيون إلى أوربا: أن المسلمين قوم متحضرون كرماء، أمناء. واعترف خصوم صلاح الدين له بالشهامة والنبل، فصنف غليوم الصوري (1130 - 1190) وهو فرنسي الأصل ولد في فلسطين، وعين مستشاراً لبودوين الرابع ثم أصبح كبير أساقفة صور، وكان يتقن الفرنسية واللاتينية والعربية، صنف في الحملات الصليبية الأولى تاريخاً بعنوان: حوادث ما وراء البحار (1184) ما زال مرجعاً ذكر فيه الحضارة الإسلامية ذكراً ملؤه الإجلال والإعجاب. وأملى جوفر وادي فيلهاردوين (1150 - 1218) من نبلاء فرنسا المقاتلين كتابه فتح القسطنطينية (1207) وصنف بيار ديبوا كتاباً في استرجاع الأراضي المقدسة (1306) ودون سيرة لويس التاسع ملك فرنسا جان سير دي جوا نفيل قيم القصر في شمبانيا وملازمه في حملته الصليبية (1309) وأطنب في ذكر صلاح الدين: ولترسكوت