تاريخ العالم، ج 1، ص 282) في تاريخ الآداب العربية لبروكلمان: تحول الأب أنطون صالحاني اليسوعي إلى أحمد صالحاني، وملحم الأسود إلى ملهم، والغزيرى إلى كاسيري، والسمعاني إلى أسباني، وهي كتب منا منقولة عنهم. أما مصنفاتنا بالعربية، فلا تقل تحريفة عن الترجمة: ففي كتاب مصادر الدراسة الأدبية انقلب الدكتور مندور إلى غندور، وخلط بين الأستاذ عبد الغني حسن ومحمد حسن إلخ. وفي غيره ذكرت دراسات المستشرقين بدل أعمال المستشرقين وهو عنوان كتاب.
ومن كتّابنا من وضع الحد بين ما يستطيع المستشرقون النهوض به وما يعجزون عنه بقوله:
"إنه من تحصيل الحاصل أن يقال إن المستشرقين نشروا كثيراً من كتب العرب المطوية وإنهم وقفوا على طبعها فأحسنوا إخراجها وتبويبها. ولكنهم في أصل صناعتهم حفاظ مسجلون يغلب على الحلة مهم ضعف الملكة الأدبية، ومن كان منهم ألمانيًّا أو فرنسيًّا أو إنجليزيًّا تسأله عن أدباء قومه فلا تسمع منه رأياً يعول عليه، فليس من المعقول أن يعطيك رأياً يعول عليه في نقد البحتري والمتنبي والمعرى لمجرد علمه باللغة العربية. وعلمهم بمعاني الأدب والبلاغة، في الغالب، على معجمي يضع الكلمة أمام الكلمة، ولا ينفذ منهما إلى الباب. وقد أسيء الظن بالمستشرقين قديمة لأن الاستشراق كله يرجع في نشأته الأولى إلى التبشير، ولكن المستشرقين اليوم من غير المبشرين كثيرون، ولا ننسى أن الصناعة في جملتها تعتمد على عدة الصبر والجمع والتسجيل، ويندر أن يقترن الذكاء النافذ بهذه العدة. وربما صح في عمل الأكثرين من المستشرقين أنه تحضير واف كتحضير الخازن المساعد في انتظار العمل الناقد المبتكر، ولا سيما في هذا العصر الذى كدنا نفرغ فيه من نشر المطويات وجمع المتفرقات".
ولكن بعض المستشرقين تخصص في شاعر من شعرائنا كلاشر في المتنبي الذي فتد آراء جميع نقاده، من إبراهيم اليازجي إلى شفيق جبري، وقد نقل كتابه إلى العربية الدكتور أحمد أحمد بدوى (?) لا في أدب قومه، ألا يصح التعويل على