أو يتغافلون عن الأحوال الخاصة، والأسباب المستثناة. ويرجع كل هذا التهور، إلى قلة الاطلاع في الأصل، هذا إذا لم يشب ذلك سوء قصد، لأن الغربي لم يبرح عدواً للشرقي، ورقيباً له، والنادر لا يعتد به" (?).

ولكن الأمير نفسه اعتد بالنادر واتخذ كتاب حاضر العالم الإسلامي - الذي نقله الأستاذ عجاج نويهض عن ستودارد - حقيقة علمية خالصة لا مثيل لها في المصنفات العربية، وعلق عليه بما قاله المستشرقون عنه. ونقل إلى العربية: قصة آخر بي سراج لشاتوبريان، ولم يكن مستشرقاً، وخلاصة تاريخ الأندلس للافاله- وهو مؤرخ فرنسي حقق مدنية الإسلام في أسبانيا ومزايا العرب في الصناعة والزراعة والغراس والبناء، والزخرف الشرقي، ووصف قصور اشبيلية وحمراء غرناطة وجامع قرطبة وأسلحة الأندلسيين - ولم يصنف في الإسلام أو عن تاريخه بالأندلس على اضطلاعه بأموره وسعة اطلاعه على تاريخه، وإنما تركه للإنجليز والفرنسيين مكتفية بالنقل عنهم في كتابه: تاريخ غزو العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط.

والتمس بعض علمائنا العذر لأغلاط المستشرقين في التحقيق فقالوا:

"إن الأسفار الأدبية الأولى كانت تنسخ نسخة وكان سوق النساخ رائجاً، دفع بعضهم إلى الصنعة التجارية فيه، فوقع تحريف كثير، ونصلت الكتابات فما يستطيع المحقق اليوم بعد طول عهد الكتابة أن يتميزها، فاعتاصت على بعض المستشرقين كلمات كما وقع في ذيل المعاجم العربية لدوزي، منها: أتان وصحيحها أثار، مؤدي- مودة. الابريسيم - الابرسيم، ألف مئة دينار - مئة ألف دينار، وقد صححها الشيخ إبراهيم اليازجي (?).

وكذلك قابلتهم تلك الصعوبة في الشرح على الطريقة الكلامية، دون معرفة القصد الذوقي منها: كشرح كاترمير الأحداث بالغوغاء. وفي المفردات العربية المكتوبة بالحروف اللاتينية - التي كثيراً ما لا تفي بحاجة اللفظة العربية - في قواعد اللغة العربية وأصولها وترجمة بعض النصوص: كجمع بعضهم لورد على الوردين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015