الوسطى استعملوا ألفاظاً في غير معانيها التي وضعت لها أصلاً، أو محدثة، أو مبتدعة من اللغات المجاورة فكتب كارلو الفونسو نللينو عن التصحيفات الغريبة في معجمات اللغة، ووضع دلافيدا إضافات إلى المعاجم العربية، وصدر عن معهد الدراسات العربية في تفليس أول قاموس عربي جورجي، مشتملاً على مفردات لم ترد في المعاجم العربية. ثم اعتماده على مخارج الأصوات في اللهجات، كمعجم فيشر للغة العربية، وقد قضى أربعين سنة في ترتيبه على المصادر، وأقر المجمع اللغوى في مصر طبعه. وبوفاة مؤلفه استعادته ألمانيا وباشر مستشرقوها نشره (1954) وإحاطتهم باللغات السامية، ومنها العربية، كمعجم جيزينيوس، وقد ظل قاموس المشتقات السامية الفريد طوال التسع والعشرين طبعة (آخرها 1929) ومجمل معجم اللغات السامية الذي أنفق عليه كاستل كل ثروته. ومن أشهر معاجمهم: القاموس المحيط للفيروزبادي نشره لمسدن مع مقدمة بالإنجليزية وسيرة المؤلف بالعربية؛ ومعجماً جوليوس، وفرايتاج بالعربية واللاتينية، ومد القاموس للين بالعربية والإنجليزية- وقد جمع مفرداته من القرآن الكريم وأمهات الكتب مما لم يرد في معاجم العرب- في ثمانية أجزاء، ومعجم كازيميرسكي بالعربية والفرنسية، في مجلدين، ومعجم بادجر بالعربية والإنجليزية، في 1244 صفحة، وذيل للمعاجم العربية الدوزي بالعربية والفرنسية، في 1719 صفحة. وللأب بيلو اليسوعي: الفرائد الدرية، وقد صدرت طبعتها السادسة عشرة في 1012 صفحة، ومختصر المعجم الفرنسي العربي. وقاموس العربية اليوم لهانزفير صنفّه بالعربية والألمانية على أحدث قواعد المعاجم العالمية وقد ترجم إلى الإنجليزية، والمعجم الفرنسي الكردي الأوجيست زابا، وهو أول قاموس من نوعه. هذا خلا المعاجم التي خصت باللهجات العربية في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرها: كقاموس اللهجات العربية في سوريا ولبنان وفلسطين لفيلنتشيك، وقلما لقيت العناية التي بذلناها في وضع معاجمنا الحديثة على نحطهم.
وللمستشرقين في الإسلام ونبيه وخلفائه وتاريخه وفرقه وعلومه وآدابه وفنونه من التحقيقات والترجمات والمصنفات، بلغات عديدة، وفي بلدان كثيرة، ما لو