ومعايشتهم المسلمين والنصاري فيه منذ تأسيسهم حتى اليوم، فولوا الحراسة على الأراضي المقدسة (1219) ونزلوا بدمياط (1249) والقاهرة (1320) وبيروت (1440) وحلب (1517) وطرابلس بلبنان (1582) وصيدا والناصرة (1936) وكلفوا بخدمة الرعايا. وأسسوا أول مطبعة عربية في القدس بهمة الأب فروتخر النمسوي (1846) وأنشأوا مركز دراسات الكتاب المقدس فيها (1850) وألحقوا به مكتبة (1891) تحتوى على 63000 مصنف بينها الكثير من الآثار. وبعضها من تصنيف علمائهم. ثم أصدروا له مجلة الأرض المقدسة (1921) Terra Santa تم حوليات (1951).
ولم يقف نشاط الآباء الفرنسيسكانيين على الأراضي المقدسة، فقد أسسوا مطبعة عربية في طنجة (1863) وكلية إكليريكية في الجيزة بالقاهرة (1939) وأنشأوا مجموعات علمية: تاريخية، ومكتبية، وتراجم، ووثائق، ودراسات وغيرها. وصنفوا في نطاقها وخارجا عنها، مصنفات عن الشرق بلغات مختلفة وطبعوها في أوربا وأمريكا. ثم رأوا تنسيق نشاطهم مع غيرهم من العلماء لتعريف الغرب بالشرق تعريفا أفضل عن طريق تحقيق النصوص الشرقية الأصيلة، ونشرها مترجمة باللغات الأوربية، وكتابة الدراسات العلمية الحديثة عن الشرق الإسلامي والمسيحي، فأنشأوا مركز الدراسات الشرقية في القاهرة (1954) وأصدروا عنه نشرة الدراسات الشرقية Studia Orientalia، ورتبرا له مكتبة تحتوي على 16 ألف مجلد معظمها نصوص أصلية وفرمانات وفتاو وكتب مقدسة في طبعاتها الأولى، ومجموعات إسلامية نادرة، وقواعد اللغات الشرقية كاملة، إلخ ....
مستشرقوهم:
آثاره: العقيدة الفرنسيسكانية، وفيه نص لابن رشد (محفوظات التاريخ العقائدي والأدبي للعصر الوسيط، 1927) ونظرية التجريد، في المذهب الفرنسيسكاني (المرجع السابق- 1928).
ولد في إيطاليا، وانضم إلى الرهبانية (1879) وتخرج من معهدها برومة، وطوف في اليونان والنمسا والبرازيل.