الفصل الرابع والعشرون
المستشرقون الرهبان
كان الرهبان في طليعة المستشرقين (?)، وقد ذكرنا من خلفهم في بلدانهم تراجم وآثاراً. أما الذين نزلوا بالشرق فاقتصرنا منهم على الأجانب، من دون الشرقيين كالعرب والأرمن والكلدان إلخ، الذين عنوا بالتراث العربي أكثر ما عنوان متجاوزين عمن صنفوا في العلوم الدينية والمدرسية الخالصة وتاريخ الشرق الأدنى واللغات السامية البعيدة من العربية والجغرافيا والتاريخ العام والحقوق والأخلاق والاجتماع والآثار. وما أتينا على بعض الذين عنوا بنواح منها إلا لنضرب به مثلاً.
أسس رهبانيتهم القديس بنديكتوس في جبل كاستينو (529) فكانوا أول من عني بالعربية تعليماً وترجمة وتصنيفاً. ثم تناولوا اللغات الشرقية جميعها من فجرها حتى اليوم، ونشروا الأبحاث عنها في مجلتهم Revue رضي الله عنهénédictine: ومن المحدثين:
الأب جانن- P. عز وجلom. Jeannin
آثاره: الكنائس الشرقية وطوائفها (الطبعة الثانية، باريس 1926) ونشر بمعاونة أبوين من رهبانيته: الأنغام السريانية والكلدانية، في ثلاثة مجلدات (المطبعة الكاثوليكية، 1925 - 28 - 30).
أو الإخوة الأصغرون، أسس رهبانيتهم القديس فرنسيس الأسيزي (1209) فتعلم بعض رهبانها اللغات الشرقية وعلموها في أديارهم وكبرى الجامعات (?)، ونقلوا عنها وأخذوا بثقافتها، لاسيما العربية، ونشروها فأسهموا في إرساء النهضة الأوربية على التراث الإنساني، وفي تفسير الكتاب المقدس، وفي تخريج علماء جدل. وقد اشتهر منهم تراجمة وفلاسفة وعلماء، ولم تنقطع صلتهم بالشرق