وقدر العلماء التشيكيون، منذ القرن الرابع عشر الثقافة العربية حق قدرها ولاسيما الطب وعلم الفلك والفلسفة، فشرح جنيك فاكلافوف Jenek Vaclavuv أستاذ الفلسفة بجامعة تشارلس ببراغ كتاب الروح لأرسطو بتعليق ابن رشد. وتأثر الفيلسوف جان شليختا Jan Slechta بالفلسفة العربية، وذكر ابن رشد في كتاب مناقشة بين الروح والجسد، من القرن الرابع عشر. كما ذكر مع سائر فلاسفة العرب في مصنفات عدة، ولا سيما الفلاسفة الذين اشتهروا بالطب كابن سينا فنزل خير منزلة من المصنفات الطبية التشيكية بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر. واحتفظت المكتبات بترجمات مصنفاته إلى اللاتينية، وبزه الرازي بعد صيت، فشرح مصنفاته وعلق عليها الطبيب التشيكي جان سيرني Jan Cerny. ولقيت مصنفات علماء الفلك، وعلى رأسهم الفرغاني، والكيديا التي رعاها جابر بن حيان، من العناية بتفسيرها والتعليق عليها مالقيته كتب الطب والفلسفة، وما زالت ترجمات حنين بن اسحق في المكتبات العامة حتى يومنا هذا.

ولم يقف اتصال تشيكوسلوفاكيا بالشرق عند علمائها المنقبين عن الثقافة العربية بل تعداه إلى جمهرة القراء، على يد الكتاب التشيكيين الذين صنفوا في تاريخ البلدان العربية وجغرافيتها وعاداتها وعقائدها، كدليل الحج (1486) لدى برايندنباخ رضي الله عنه. de رضي الله عنهreidenbach (?) وسيرة النبي محمد (1498) فلما توترت العلاقات بين تركيا وتشيكوسلوفاكيا، وانتقلت الخصومة من الميدان السياسي إلى الجدل الديني، غلب على أدب بوهيميا طابع الدفاع عن عقيدتها، ويمثله كتاب لبيدوفيات رضي الله عنهudovec V. وقد صنفه بعد عودته من القسطنطينية التي قضى فيها سنوات أتقن خلالها اللغتين التركية والعربية، وجادل فقهاء المسلمين جدالاً طويلاً أثبته في كتابه، وبموته المفاجئ بعد إخماد ثورة النبلاء على أسرة هابسبورج في واقعة الجبل الأبيض (1621) ختم على المرحلة الأولى من تطور الاتصال بين تشيكوسلوفاكيا وبين الشرق.

ونالت واقعة الجبل الأبيض من تشيكوسلوفاكيا في استقلالها ودينها واقتصادها وأدبها فهجرها بعض أبنائها وفيهم العلماء الذين لم يقطعوا صلتهم بالشرق. وعلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015