وأمّا الشّافعيّ (?)، فاحتجّ بقوله: "مَنْ قتلَ عصفورًا فما فوقَها بغيرِ حَقِّها، فيسألُهُ الله عن قَتلِهَا"، قيل: يا رسولَ الله، وما حقُّها؟ قال: "يذبَحُها فيأكلُها, ولا يقطع رأسها فيَرْمِي به (?).

المسألة الثّانية عشرة (?):

قوله (?):"وَلَا تَغلُلْ، وَلَا تَجْبُنْ" الغُلول أنّ يأخذ (?) قبل القسمة، وسيأتي بيانه في باب الغُلول إنَّ شاء الله (?).

وأمّا الجبن في قوله: "ولا تَجْبُنْ" يريد به الجزع والفرار عمّن لا يجوز الفرار عنه، وهو من الكبائر عند ابن القاسم (?)، وأكثر أصحابنا.

وقال الحسن (?): لم يكن الفرار من الزَّحْف كبيرة إِلَّا يوم بدر (?).

ودليلنا: قولُ الله تعالى: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً} الآية (?)، وقوله: {فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} الآية (?).