يَأْخُذْ بِه، ولو لم يَعْلَمْ أنَّ ذلك تَأْويلُهُ لم يُفْتِ بأنَّهُ لا وُضوءَ في مَسِّ الذَّكَر، ولا يجوزُ أَنْ يكونَ لم يَعْلَمْ بِحَديثِ بُسْرَةَ؛ لأنّ حديثَها لو لم يَكُنْ مُنْتَشِرًا مُسْتَفيضًا لم يَسْأَلْ أَكابِرُ أصْحاب رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن الوُضوءِ مِنْ مَسِّ الذكَر، بل لم يَكُنْ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سئل (?) عنه، فَيَقولُ: "إنما هو (?) بَضْعَةٌ مِنْكَ"، ويقولُ: "حِذْيَةُ منك" (?). ولكنَّهُ لمّا قالَ أولًا: "من مَسَّ ذَكَرَهُ فلْيَتَوَضَّأْ" (?)، وَتَوَهَّمَهُ قَوْمٌ وَضَوءَ الصَّلاة، وعَرَفَ قَوْمٌ أَنَّهُ غَسْلٌ اليَد، واخْتَلَفُوا، سألُوا (?).

وقد روي (?) أيضًا حديث يشهد على تأويلنا، وإن كان في إسناده مقالٌ ذكرته ليعلم أني قد سُبقت إلى هذا التأويل: حدثني عبد الله بن أبي سعد أبو محمد (?)، عن داود بن رُشَيْد (?)، عن مُطَرِّف بن مازن (?)، عن إسحاق بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015