132 - سألتَ عن حديثِ النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الإِيمانُ نَيِّفٌ وسَبعونَ بابًا؛ أفْضَلُها لا إله إلَّا الله، وأدناها إماطةُ الأذَى عن الطريقِ" (?) وقلتَ: أتقولُ لمن لم يُمِطِ الأذَى عن الطريقِ ناقصَ الإِيمانِ؟ .
• أما وَجْهُ هذا الحديثِ فالإِيمانُ صِنْفانِ أصْلٌ وفَرْعٌ. فالأصْلُ الشهادتانِ والتَّصْديقُ بالبعثِ والجَنَّةِ والنَّارِ والملائكةِ وبكُلِّ ما أخْبَرَ اللهُ بِهِ في كتابِهِ وأشباهِ هذا مِمَّا خَبَّرَ به رسولُهُ عَنْهُ، وهذا هو الأَمْرُ الذي مَنْ كَفَرَ بشَيْءٍ منهُ فقد خَرَجَ من الإِيمان، وَلَا يُقالُ (?) له: مُؤْمِنٌ، وَلَا ناقصُ الإِيمانِ.
ومن الأُصولِ الصَّلاةُ والزَّكاةُ والصَّوْمُ وحِجُّ البَيْتِ لمن استطاعَ إليه سبيلًا، وهذا هو الأمرُ الذي مَنْ آمَنَ بأَنَّهُ مفروضٌ عليه، ثم قَصَّرَ في بعضِهِ بتوانٍ أو اشتغالٍ فهو ناقصُ الإِيمانِ حَتَّى يتوبَ ويُراجِعَ. وكذلك الكبائِرُ إنْ لابَسَها غَيْرَ مُسْتَحِلٍّ لها فهو ناقصُ الإِيمانِ حَتَّى يَنْزِعَ عنها. وأمَّا الفروعُ فإِماطَةُ الأذَى من الإِيمان، وإفشاءُ السلامِ من الإِيمان، وأشباهُ هذا. وَلَا يُقالُ لِمَنْ فَعَل من هذا شَيْئًا