وتركَ شَيْئًا ناقصُ الإِيمان، لأنَّهُ فَرْعٌ من فُروعِهِ. والأَصْلُ الذي يكونُ به النقصانُ أو التَّمامُ سالِمٌ، ولأنَّ هذه الخلالَ متفرقةٌ في النّاس، ففي الواحدِ منهم عَشْرُ خلالٍ منها، وفي الآخَرِ خَمْسٌ، وفي آخَرَ عِشْرونَ، وكُلُّهُمْ، إِذَا كان مُؤْمِنًا بالأصولِ مجتنبًا للكبائرِ مواظبًا على الفُروض، تامُّ الإِيمانِ. ومَثَلُ هذا مَثَلُ شجرتينِ في إحداهُما ثَلاثونَ فَرْعًا من الغُصون، وفي الأخرى عِشرون فرعًا من الغُصونِ، وهما جميعًا تامَّتانِ، وَلَا يقالُ هذه شَجَرَةٌ تامةٌ أو ناقِصَةٌ.