وفي كلّ ذلك يفضل الكلام ابن قُتَيْبَة تفصيلًا دقيقًا، ويستشهد على كلّ شيء يقول بالقرآن الكريم، والحديث الشريف، والآثار، والشعر العربي القديم، وبأقوال اللغويين والرواة العرب، كالأصمعي، والهيثم بن عديّ، وَأَبِي عبيد، وغيرهم.
وبدا ابن قُتَيْبَة من خلال اللغة الغزيرة التي نثرها في هذا الكتاب من كبار اللغويين (?).
* * *
ونلمح في هذا الكتاب بعض القراءات القرآنية التي تحدث عنها ابن قُتَيْبَة في ثنايا بعض المسائل (?)، وأحيانًا يناقش القراءة القرآنية، ويحتج على نفيها، أو إثباتها بعلم النحو (?). وفي إحدى القراءات التي ذكرها، والتي هي في كتابه المؤلف في القراءات كما ذكر (?) يردّ فيها على هذا السائل الذي انتقد هذه القراءة، وأن المعنى لا يستقيم بها، فيثبت له صحة القراءة، وبطلان نقده. ويشير ابن قُتَيْبَة من خلال الكتاب في المسألة 73 إِلَى كتب القرَّاء.
* * *
وهناك أمر جدير بالإِشارة. وهو النحو في هذا الكتاب، فقد رأينا ابن قُتَيْبَة في مسألتين يناقش بعض القضايا النحوية، ففي الأولى: يتحدث عن الحكاية بعد القول، وعمل "تقول" عمل "تظن" إِذَا سبقت باستفهام، وذكر أن ذلك مذكور في كتاب سيبويه (?). وفي الثانية: يتحدث عن الاستثناء، وأنه لا يَجوز استثناء أكثر