ومن ناحية أخرى نرى ابن قُتَيْبَة في هذا الكتاب نثر من جعبته لغة كثيرة غزيرة، وكلما تناول كلمة تحدث عن أصلها، واشتقاقها، ومعناها، ومن أين أخذت؟ والمعاني التي تحتملها. فمثلًا يتحدث عن الجار في اللغة، ثم ينتقل إِلَى ذكر أنواع الجيران (?) ... وأحيانًا نراه يمزج بين اللغة والفقه، فيتحدث عن معنى الزاني في اللغة، ثم ينتقل إِلَى المعنى الشرعي الفقهي (?)، وكذلك السارق (?) ....
وربما مزج بين اللغة. ومصطلحات علوم القرآن، فإذا تحدث عن معنى النّاسخ والمنسوخ في اللغة فإننا نراه يخرج إِلَى المعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة (?). وقد يتحدث عن المعنى القديم للكلمة قبل الإِسلام، والمعنى المحدث للكلمة بعد الإِسلام مثل كلمة: جهنم، والجنة ....
ونراه أحيانًا يمزج بين اللغة، وفقه اللغة. فقد يتناول الكلمة، والمعاني التي تحتملها، فمثلًا الأرض التي نحن عليها، والأرض الزكام، والأرض الرعدة، والأرض قوائم الفُرس ... والقرن العفلة من الجارية، والقرن دُفْعة من عَرَق الفُرس، والقرن الجبل، والقرن حاجب الشمس، والقرن قرن الثور، والقرن يقال: ثمانون سنة ... ، والعرض الجبل، والعرض الجيش، والعرض خلاف الطول، والعرض السعة ....
وقد يتحدث عن الكلمة تطلق على عدة أشياء كالحيوان تطلق على الحيوان والإِنسان ... وقد يتحدث عن التضاد، كالقرء للحيض والطهر، وعسعس الليل إِذَا أقبل؛ وإذا أدبر، وغير ذلك (?) ....