المعنى، ففسر ابن قُتَيْبَة معانيه، وأوضح مراميه، وأوّل مقاصده (?). وقسم بدا فيه كثير من الآيات القرآنية مختلفة متناقضة متعارضة في ظاهرها، فبسط القول فيها، وفسّرها، وأوّلها، وأزال تناقضها واختلافها وتعارضها (?)، حَتَّى أصبحت واضحة المعنى، بينة القصد والمرمى.

وكان ابن قُتَيْبَة يتبع خطته نفسها في تفسير الآيات القرآنية، فيستشهد على ما يذهب إليه في التفسير بالقرآن، ويدعم رأيه بالحديث الشريف، ويؤيده بأقوال الصحابة والتابعين والفقهاء، وبالشعر العربي القديم، حَتَّى تبدو الآيات واضحة المعاني ظاهرة القصد والمراد لا اختلاف فيها وَلَا تناقض وَلَا تعارض.

وأحيانًا نجده يخرج من التفسير إِلَى الفقه، فيذكر بعض القضايا الفقهية، ومن التفسير إِلَى بعض الآداب، والمعارف الإِسلامية العامة، فنجده يتحدث في المسألة 97 عن تفسير آية: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ... } (?)، ثم ينتقل بعد تفسيرها إِلَى ذكر أنواع الدعاء (?). كما تناول ابن قُتَيْبَة في كتابه عددًا من القضايا الفقهية كالوضوء من مس الذكر، والقبلة، والرشوة، والرضاعة. وقد أوجز القول في بعضها (?) وفصَّل القول، وبسط الكلام في بعضها الآخر ذاكرًا الأدلة والشواهد من القرآن الكريم، والحديث الشريف، وأقوال الفقهاء (?) كالشافعي، ومالك، والثوري، وقوم من الفقهاء، والفقهاء عامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015