قلت: وقال خالدُ بن يَزيدَ: وَجَدْنا الكِتابَ والسنَّةَ وأَشْعارَ العَرَب تدفَعُ تَفْسيرَهُ. أمّا الكِتابُ فإِنَّ اللهَ قال: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} (?) وقال: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَو رُدُّوهَا} (?). يعني التسليمَ، وقال في اليهودِ: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} (?).
يُريدُ قَوْلَهُمْ: "السامُ عَلَيكَ"، يَعْنُوْنَ الموتَ (?)، وقالَ: {وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} (?) قُلْتُ: وقال: لا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ شَيءٌ مِنْ هذا في مَعْنى المُلْك، وَذَكَرَ أَيضًا أَشْياءَ مِن الحديثِ والشِّعْرِ يَطُوْلُ اخْتِطَاطُها (?)، وفيما ذَكَرَ مِنْ هذه الحُرُوْفِ غَنِيٌّ عَنِ الإِطَالةِ فيها، وقد صَدَقَ الرجلُ فيما ذَكَرَ، وكذلك هُو عِنْدَ أبي عُبَيدٍ وعِنْدَنَا وَعِنْدَ جميعِ أَهْلِ العِلْمِ باللُّغَةِ. ولَيسَ قولُ أبي عُبَيدٍ في التحيّاتِ: إِنَّها المُلْكُ ما يُوجِبُ أن تَكُونَ التَّحِيَّةُ في كُلِّ مَوْضِعٍ المُلْكَ، لِأَنَّ الأسْماءَ قد تَتَّفِقُ، وتَخْتَلِفُ المعاني، وَقَدْ يَكُوْنُ للْحَرْفِ أَصْلٌ، فيُسْتعاد لموضع آخَرَ كقولهِمْ لِقَوائِمِ الدَّابَّةِ: "أرضٌ"، لِأَنَّها تَلِي الأَرْضَ من الدَّابِّةِ (?)، وكقولهِمْ للنَّبَاتِ "نَوْءٌ وَنَدَىً" لأَنَّهُ بالْنَوْءِ يَكُونُ عِنْدَهُمْ، وكقولهِمْ لِلْمَطَرِ "سَمَاءٌ" لأَنّهُ من السماءِ يَنْزِلُ (?). وهذا