كَثِيرٌ لا يَخْفَى إِنْ شَاءَ الله على هذا الرجلِ إنْ كان في المَعْرِفَةِ على ما ذكرتَ.
كذلكَ التَّحِيَّةُ أصْلُها التَّسْليمُ، ثُمَّ تُسْتَعادُ فَتُوضَعُ مَوْضِعَ المُلْك، لأَنَّ التَّحِيَّةَ في الأصْلِ كانتْ لِلْمُلُوكِ إذا دُخِلَ عَلَيهِمْ، ولا تكونُ تلك التحيَّةُ لغيرِهِمْ وهي قولُهُمْ: أَبَيتَ اللعنَ (?). وكانت العربُ تقولُ: لَبِثَ فلانٌ المَلِكُ في تَحِيَّتِهِ خمسينَ عامًا أربعينَ وثلاثينَ، يُريدونَ في مُلْكِهِ الذي يُحَيَّى فيهِ بِتَحِيَّةِ المَلِكِ.
وقالَ عمرُو بن مَعْدِي كَرْبٍ (?):
أُسَيِّرُهَا إلى النُّعْمانِ حَتّى ... أُنيخَ على تَحِيَّتِهِ بِجُنْدِي (?)
يُريدُ على مُلْكِه، ولا يَجوزُ أَنْ يَكونَ أُنيخَ على سَلَامَتِهِ أو تَسْلَيمِه، وكذلك قولُ زُهَيرِ بنِ جَنابٍ (?):
مِنْ كُلِّ ما نالَ الفَتَى ... قَدْ نِلتُهُ إِلّا التَّحِيَّهْ (?)
يُريد مِن كلِّ ما نالَهُ الكاملُ في الشَّرَفِ من الرجالِ قد نِلتُهُ إلّا أَنِّي لم أَصِرْ مَلِكًا أُحَيَّى بتحيّة الملوك، وليس الفتى في هذا المَوْضِعِ بمعنى الشَّابّ، والحَدَثِ