أيريدون أن يقول لهم علماء الإسلام: إن أقوالكم وأعمالكم موافقة - وهي غير موافقة - لما جاء في الشريعة الإسلامية، إن وجد من يقول لهم هذا فهو قليل، ومع قلته فهو صادر من شخص انتهازي قليل البضاعة - بضاعة العلم والدين - ولو كان له نصيب من العلم والدين - وتجرد من الأطماع - لما تجرأ وقال ما قال، وسيبقى قوله دليلا عليه.

أيريد الحانقون على العلماء أن يقولوا لهم: إنه لا لزوم لفرائض الإسلام في هذا العصر، وغير ممكن تطبيق حدوده وأحكامه؟ كما يشتهي هذا بعض رجال السياسة والحكم، بدعوى أن وقت العمل بالإسلام قد فات ومضى مع الوقت الذي كان يستعمل فيه الجمل للحمل والركوب، أما الآن فالوقت للسيارة والطيارة وغيرهما، فهم يريدون أن يجردوه من عقائده وفرائضه وأحكامه وأخلاقه، إذن فماذا يبقى من الإسلام إذا فعلوا به هذا ... ؟؟؟

لا شك أنه يبقى هيكلا بلا روح، كما فعل أحبار اليهود ورهبان النصارى بتجريد شريعتي موسى وعيسى عليهما السلام من كل ما يسمى دينا سماويا، فصارتا طقوسا شكلية، فيصير الإسلام بهذه العملية - عملية تجريده من فروضه وأحكامه - دينا عصريا يبرز ويظهر في الحفلات الرسمية كغيره من الأديان الأخرى، فإذا وقف العلماء موقف المدافع عن الإسلام رموهم - كما سمعنا ذلك المرات العديدة - بالجمود والتحجر، وبالتمسك بالقديم البالي - في زعمهم - ولا أظن أن عالما واحدا - عالما - يشعر بثقل المسؤولية وخطرها - التي يحملها - أمام الله والتاريخ والأمة والوطن يتساهل في فتوى بإباحة محرم - شرعا - أو بتعطيل حكم منصوص عليه، فإن وجد - ولعله وجد - ورضي بتعطيل حكم، أو بتحليل محرم، فقد عمل على تحطيم الإسلام، دفعه إلى ذلك دافع خارج عن أصل الدين وشريعة الإسلام - من قلة بضاعته، أو طمع، أو غيرهما - ورضي لنفسه باللعنة وغضب الله - عياذا بالله - بنص الآية القرآنية الكريمة، وهي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015