إن الأمة العربية المسلمة لها من ماضيها المشرق الذي أناره وبيضه الإسلام العظيم - ما يكفيها ويسد حاجتها عن كل تشريع كيفما كان مصدره ومغزاه، فهي غنية بنظام الإسلام ودقته، لذلك فهي ليست في حاجه إلى أن تجلب من خارج حدودها مذاهب لا تشبه ما عندها - بل تخالفها تماما - من نظم وقوانين إسلامية محكمة، بل تحارب هذه القوانين الإسلام ونظمه في بلده وفوق تراب أرضه.

الفصل الثاني: ما نتج عن توريد المبادئ الأجنبية الهدامة.

وقد نتج عن استيراد النظم الأجنبية - سواء أكانت شيوعية أو غيرها بواسطة عملائها - نتج تحول عن ماض مجيد إلى حاضر سيئ، أو إلى مستقبل أسوأ.

فقد رآى الناس المدركون للواقع الهوة السحيقة التي انحدرت إليها الأخلاق الفاضلة، فصارت الأعراض تستباح بعناوين براقة، خلابة للألباب، مثل التطور العصري، ولحوق الركب الحضاري، وترك الجمود والجامدين، والتحول الاجتماعي، والقضاء على التخلف، والانعتاق، إلى آخر ما سمعناه، ولا زلنا نسمعه - دوما - من أفواه الأبواق المرددة له والداعية إلى ذلك فهي أقوال حلوة في الظاهر مرة في الباطن، وقالوا عنها إنها أفكار - تحررية - فقد تحررت من الدين والأخلاق الفاضلة التي جاء بها الإسلام، كما هي أيضا خلق الشرائع السماوية السابقة، فهي تحررت - في زعمها - من الدين، ووقعت في أسر وعبودية الشيطان والشهوات، وما هذه الدعاية في الواقع إلا مثل السم يوضع في الدسم ليسهل ابتلاعه، ومن وراء ذلك كله تكمن الحقيقة، وتختفي النفوس المريضة الشريرة المدنسة بدنس الإلحاد والزندقة، فنتج من ذلك كله الفوضى، والنفاق، والخبائث والكفر بالدين، وبالماضي، ونكران لجهاد الجدود، وغير ذلك.

هذه هي النتيجة الحاصلة من توريد المذاهب والنزعات الهدامة، كفران بالماضي، وقطع الصلة بتاريخ الجدود النير.

الفصل الثالث: الصحافة تنشر ما يساعد على بعث المزدكية.

ومن البلايا أن بعض الصحف تنشر ما يساعد على فساد الأخلاق، ويدعو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015