فنرى وجه الشبه والاتفاق موجودا فيها كلها، وخاصة في الملك الفردي الخاص، وما عطف عليه مما يقبح التصريح به والتعرض له، فمبدأ الجميع واحد - كل شيء على الشياع لا يختص به أحد دون آخر - ومن أجل هذا الحلم اللذيذ أقبل عليها الذين وجدوا في دعوتها ما يوافق أهواءهم وغرائزهم، فاعتنقوها ودعوا إليها وهم يعلمون أنها لا تتوافق ولا تتلاقى مع تعاليم الشرائع الإلهية، التي أنزلها الخالق العليم بحسب ما يصلح مخلوقاته، فاعتنقوها واتخذوها دينا لهم ومذهبا، بدلا من دين الله، ومذهب الحق والعدل، وأخذوا يزينونها ويزينون مبدأها للأغرار وضعفاء العقول، وأرباب الأطماع والشهوات، ويذيعون فيهم ذلك بواسطة أجهزة الإعلام الحكومية، من شركات الأخبار، والصحافة، والإذاعة، والتلفزة، وغير ذلك من وسائل الإعلام.

وَقَدِيماً مَالَأَ مُزْدَكَ ضُعَفَاءُ الْعُقُولِ وَأَصْحَابُ الشَّهَوَاتِ وَالْكُسَالَى وَشِرَارُ النَّاسِ.

لهذا أحب الاستيلاء على أموال الناس، أولئك الذين لم يستطيعوا أن يعملوا - كما عمل غيرهم - لمركب النقص الذي هو فيهم، فلم يعملوا كما عمل غيرهم، حتى يملكوا ما يعود عليهم بالنفع والفائدة، فاتخذوا مذهب الشيوعية والاشتراكية وسيلة للاستحواذ على أموال الناس وأخذها، وبعد ما تعب أصحابها ونصبوا في العمل والكد توصلوا إلى امتلاك شيء قد ينفعهم عند الحاجة إليه، وقد كان استحواذهم عليها بواسطة التسلط بالقوة، وبدون حق شرعي، أو قانون عادل - تماما - كما فعل مزدك وأصحابه، ولو حاول محاول انتزاع كراسيهم منهم لقتلوه ...

كما اتبع المزدكية - أيضا - ضعاف النفوس وشرار الناس من الفجرة والفسقة، لأن شريعة الحق والعدل - شريعة الله - لا تبيح للناس أن يستبيحوا أعراض النساء، ولا أن يأخذوا أموال الغير بغير رضاه وبدون موجب شرعي مقبول، فكل من اتبع المذاهب والقوانين البشرية - مثل المزدكية القديمة والجديدة - وأعرض عن القوانين الدينية والشرعية فإنه إنما اتبعها وعمل بها من أجل شيء واحد لا غير، هو مصلحته العاجلة وإشباع شهواته بواسطتها، فراح يبحث عن شريعة الشيطان يتبعها ويدعو إليها، لأنها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015