الشعوب الإسلامية أن تعمل على تطبيق أحكامه الطاهرة المطهرة لا على إلغائها.
من أجل أن بعض المسلمين لم يعملوا بوصاياه. والموضوع درسه علماء الإسلام الناصحون وكفى.
وأما الإرث، أو تسوية المرأة بالرجل فيه. فالذي يدقق النظر في أحكام الشريعة الإسلامية ويبتعد عن السطحيات وسوء القصد يعترف بأن الإسلام أعطى للمرأة في الإرث ما يفوق ما يأخذه الرجل، ذلك أن الرجل مطالب بالنفقة على زوجه وأولاده وغيرهما، وهذا بخلاف المرأة، فإن نفقتها واجبة على زوجها، فما تأخذه المرأة توفره وتذخره لنفسها، وما يأخذه الرجل ينفقه على من ذكرنا، فأي الوارثين أكثر نصيبا من أخيه؟ الرجل الذي ينفق نصيبه أم المرأة التي تدخر نصيبها؟ لكن لا يستبعد ممن تربى في أحضان فرنسا ولم يذق للإسلام طعما أن يصدر منه هذا وأكبر منه، ومن جهل شيئا عاداه.
3 - وأما قوله: أنه متيقن بأن عددا كبيرا من البلاد الإسلامية متفقة معه، غير أنها لا تجرؤ على الإعلان بذلك، فهذا منه بعيد عن الواقع، وقد أظهر بهذا جرأته على إلغاء أحكام القرآن، في حين يعترف بأنه فعل شيئا خطيرا، وذلك حين قال: - وليس من السهل القيام بشيء يخالف ويتعارض مع القرآن - وهنا ومن خلال تصريحه بأنه تعمد إلغاء أحكام القرآن ظهرت نيته السيئة نحو القرآن، وأراد أن يثبت بأنه ليس وحده في هذا غير أن الجرأة التي يفتخر بها هو تعوز غيره، ولهذا لم يقم - واحد - من هذه البلدان بمثل ما قام به هو، والمتتبع لتصريحات بورقيبة يرى أن هذا المخلوق معجب بنفسه كثيرا إلى حد الغرور المفرط، وقد أداه هذا إلى احتقار غيره من الملوك والرؤساء في البلاد الإسلامية، ويرى أن سياسته وتسيير دفة الحكومة في بلده "تونس" لا يصلح لها أحد إلا هو، وأنه هو وحده الذي حارب الاستعمار الفرنسي، وأنه هو الذي جاء بالاستقلال لبلده، هل يصدق الناس أن بورقيبة هو الذي جاء بالاستقلال لتونس؟ فهو كثير المن والامتنان على الأمة التونسية بهذا، فكأنه لم يدخل تونسي واحد السجن غير بورقيبة، ولم ينف غيره، وهذا منه احتقار للأمة يأسرها، والواقع الذي سجله التاريخ العدل خلاف هذه الدعوى الباطلة منه، فقد حارب الشعب التونسي في جميع الميادين سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية