فالمسألة خطيرة جدا، وإن حاول البعض تهوينها أو إظهار تفاهتها وجعلها حادثة بسيطة وقعت من شبان طائشين، فقائل هذا القول يعتبر شريكا ونصيرا للمجرمين ومؤيدا لهم على ما ارتكبوه، كما يعد تشجيعا لغيرهم وإغراء للسفهاء بأنه لا خوف عليهم من العقاب، فليمضوا في سبيل ما يريدون، ما داموا لم ينالوا من رمز سلطة وسيادة البلاد شيئا.
فالواجب يقضي بتتبع المجرمين حتى يعرف المحركون لهم والدافعون بهم إلى ارتكاب مثل هذا العمل الجنوني، وليعلموا أن المسلمين منهم بالمرصاد، لا تخفى عليهم أعمالهم التخريبية، ولو فرضنا أن هذه الإهانة أصابت موظفا يعتز بنفسه وشرف مركزه، فمزق أحد السفهاء ثوبه - لا لحمه - أو كسوته لسارع إلى الانتقام لنفسه وشرفه المهان - وله الحق في ذلك - ممن لم يعرف له قدره وفضله وشرفه ومركزه، وإذا عجز عن الانتقام لنفسه استعان بسلطة الدولة.
وهكذا تنتهك حرمة الدين جهارا نهارا من غير أن ينال المنتهكين العقاب الرادع الزاجر لهم ولأمثالهم من المستخفين بالمقدسات الدينية والطائشين، ولعل هذا السكوت نتيجة لأوامر صدرت بإخفاء القضية وإسدال الستار عنها، لعل!!!
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله) (?) وقوله: (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) (?)
والسبب الحقيقي الباعث لهؤلاء الطائشين على فعل ما فعلوه هو ذلك التوجيه اللا إسلامي الإلحادي الذي يتلقاه التلامذة والطلبة من معلمين جيء بهم من الخارج - لحاجة الجزائر إليهم - يحملون العداوة للدين الإسلامي بالخصوص، مع غض النظر عن أعمال المفسدين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وقد أغضب هؤلاء ما رأوه من إقبال الشباب الجامعي على الدين، فجن جنونهم.