أن خرج الطلبة إلى شؤونهم الخاصة، دخلت هذه الشرذمة إلى الجامع، وجمعت عددا من المصاحف القرآنية وأشعلت فيها النار، ولما رآى بعض الطلبة الدخان خارجا من نوافذ بيت الصلاة أسرعوا إليها، فوجدوا البعض منها قد احترق والبعض الآخر لا زالت منه بقية، فأطفأوا النار وأنقذوا البقية الباقية من الحريق هذه هي الحادثة ذكرتها كما وقعت حسب رواية الطلبة، وهي ترمز إلى أمور ثلاثة هامة في النظر المصيب.

1 - أولها: ما شعر به الملاحدة من خيبة في مسعاهم الحقير، لهذا صبوا جام غضبهم على المصحف الشريف، وهذا هو عمل الجبناء، يشعرون بالقوة في الظلام، وفي غيبة الأبطال - الشباب الإسلامي - وهؤلاء المجرمون لم يرتكبوا جريمتهم المنكرة لو لم يكونوا مدفوعين إليها بأيد خفية، وبدافع قوى خارج عن نطاقهم الضيق الأفق، ومن غير شك أن يكون المحرض لهم على ما فعلوا خارجا عن وسط الطلاب الجامعي، وقد أذيعت الحادثة وانتشرت بواسطة الطلبة الأبطال - رغم الأوامر التي صدرت بكتمانها وإسدال الستار عنها كأنها أمر تافه لا يستحق الاهتمام والذيوع - انتشرت في جميع الأحياء والمدن والقرى الجزائرية، وتناولها الخطباء في خطبة الجمعة، ولم نسمع عن المسؤول الكبير عن الجامعة أنه فعل شيئا - وقد بلغه خبر الحادثة - كما لم نسمع أنه قام ولو ببحث بسيط عرف به نوع ومصدر هذه الحادثة المفجعة والمفزعة، أو الإهانة التي ألحقت بالمصحف في بيت الصلاة، وفي حرم الجامعة - كما يقولون - بل كأنه لم يقع أي شيء يستحق الاهتمام به، ولم يظهر الجاني - فضلا عن عقابه - حتى يعرف المحرك له من هو .... ؟؟؟؟

2 - الأمر الثاني، أو المغزى الثاني مما يستنتج من هذه الحادثة هو حنق الملاحدة وغضبهم عن الشباب الجزائري المسلم - عقيدة وعملا - فقد اغتاظ الملاحدة إلى حد كبير من أن يروا جماعة مهمة من طلبة الجامعة يؤمون المسجد للصلاة أو لتلاوة القرآن - وهذا أمر لا يعجب إبليس وأعوانه - فقد تعود هؤلاء الطلبة الأبرار على ترددهم على الجامع، وخاصة يوم الجمعة، حيث يؤمهم إما أحد الأساتذة - متطوعا بالصلاة - في صلاة الجمعة، أو أحد نجباء الطلبة القادرين على الخطبة والصلاة، هذا هو الذي أدخل الحقد إلى قلوب الملاحدة فعملوا ما عملوا، لأن المعروف أن الطلبة أو الشباب الجامعي يتلقون تعليمهم عن معلمين - عفوا - بل دكاترة، يرون أن الدين رجعي وعلامة على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015