كما جاء في قصة عزمه على التحديد أو التقليل من مهور النساء، فبعد أن خطب في الناس وأمر بذلك - وهو أمير المؤمنين - بالتقليل تراجع عن أمره، ذلك أن امرأة واحدة عارضته فيما ذهب إليه، وقالت له: ليس لك ذلك يا عمر، قال لها: ولم؟ فتلت عليه الآية القرآنية وهي قوله تعالى: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا الآية} (?) فقبل قولها ورجع إلى رأيها، وقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر، ولم تأخذه العزة بالإثم، ولم يتمسك برأيه، وإن كان مما حقا وصوابا، فهذه هي نتيجة تربية الإسلام لحكام المسلمين، ومما حفظ عنه قوله: ((رحم الله عبدا أهدى إلي عيوبي)) (?).
ويجرني الكلام عن أعمال الملاحدة المخربين في البلاد الإسلامية إلى ما هو واقع من الأعمال فيها تلكم الأعمال المنافية حتى للمجاملة وحسن الاستقبال أو الجوار، فهم - ما وجدوا إلى ذلك سبيلا - جادون في إفساد عقيدة المسلمين في مقدساتهم، ويتخذون لذلك كل وسيلة - لإهانة الإسلام - يتوصلون بها إلى نيل أغراضهم - كما مر في البيان الشيوعي - أقول يجرني الكلام إلى ذكر أحداث مؤلمة تمس أعز ما يقدسه المسلمون، وهو القرآن العظيم كتاب الله المقدس، حدثت هذه الأحداث في الجزائر - المسلمة - ووقعت هذه الأحداث فيما بين شتاء 1967 وشتاء 1973 م مما سأقصه - إن شاء الله - وهذه الأحداث يجب أن تذاع ولا تكتم، لعلها تنبه الغافلين لما يجري في البلاد الإسلامية، ليهبوا لإبادة هذه الحشرات الطفيلية التي خرجت من القمامات المتعفنة عندما نزلت أمطار الحرية والاستقلال، بعد أن سقيت أرضها - الجزائر - بدماء المسلمين، لا بدماء الملاحدة، فإن هذه الأعمال دلت على أن عمل الملاحدة متواصل، لاحتقار الإسلام وتوهين دعوته وتهوين شأنه في قلوب المصلحين، وخاصة في أوساط الشباب الفاقد - للأسف - لحسن القيادة والتوجيه والرعاية، وفيها مس لشعور المسلمين في عقيدتهم التي حافظوا عليها أيام عهد الاستعمار المظلم، ولم يستطع أن يحولهم عنها، رغم وعوده وإغوائه، وهذه الحادثة لم يقع مثلها فيما سمعنا حتى في زمن الاستعمار الذي كان يحكم هذه الديار، وكان يحترم - إلى