وقيمها؟ ومن ذلك البيان استمد ذلكم الاشتراكي البعثي العربي - والأليق أن نقول: الشيوعي - ما هذى به، فإن تسمية بعض الأحزاب السياسية بأسماء تتفق في أهدافها مع الشيوعية دلت على أن تلك التسمية ما هي إلا للتمويه والتغطية حتى لا تفطن شعوبهم لما يراد بها، فلا تستفيق إلا وهي شيوعية - لحما ودما وتفكيرا - وشبيه بقول الاشتراكي البعثي ما جاء في كتاب (في الاشتراكية العربية) لصاحبيه الدكتور مخيمر، ورفيقه رزق، فقد جاء فيه قولهما: (وبديهي ألا تجد القيم الخالدة في العقائد الدينية مكانا ضمن هذا الجهاز الفكري عن الأخلاق، وبديهي أن تغير القيم ... وأن يعدم التقيد بأية قيم تقليدية، ما دامت المعركة تقضي بذلك) (?) فقولهما هذا هو قول البعثي الاشتراكي الملحد، وهما - القولان - من نفس البيان الشيوعي، وكلها أقوال غير المسلمين، والعجب العجاب من تأثير هراء هذه الأفكار الملحدة في عقول بعض قادة المسلمين، والمسلم المفكر لا يلتفت إليها فضلا عن الاهتمام بها أو العمل بمحتواها.
إن السكوت عن انتشار هذه الأوهام - التي يسمونها أفكارا - يعد رضى بها، وهي تنتشر بمساعدة دولة الملاحدة، بل السكوت عنها يعد جريمة من أكبر الجرائم في هذا الوقت يتحمل وزرها العلماء الأمناء على الدين والعقيدة؟ فليتكلموا ولينكروا ذلك بصراحة، وليكن ما يكون، {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} (?) وهنا يظهر جهاد العلماء وزحفهم على العدو المهاجم على الدين والعقيدة، أو توليهم الأدبار ونكوصهم على أعقابهم خاسرين، ولا يخفى عليهم قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ((أفضل الجهاد كلمة حق - وفي رواية عدل - عند سلطان جائر)) (?) ولهم أسوة بصالح العلماء المجاهدين الذين وقفوا في وجوه ملوك زمانهم وأمرائهم الذين دفعت بهم نزوات السلطة والحكم إلى أن يعملوا غير مقيدين بالدين والخلق الكريم، فقام العلماء الصادقون ينافحون ويدافعون عن الدين بل ويهاجمون