الفكري الجديد الذي أخذ دعاته يمهدون له، وينشرون محاسنه - في نظرهم - بين أبناء الأمة، والعجب أن الشيوعية تعمل - جاهدة - على نشر مبادئها المخربة في أوطان المسلمين، في حين أنها لا تسمح هي بنشر مبادئ الإسلام في وطنها بل تحاربه وتمنعه، وهذا هو مبدؤها، كالإضراب عن العمل، فإنها تحرض عليه بواسطة عملائها، في غير بلدها وفي غير وطنها، أما في وطنها فإنه يعد جريمة يعاقب عليه القانون، وبذلك تحدث الاضطرابات والمشاكل في العالم وتكون هي في منجاة منها، ويسأل السائل فيقول:
ترى، هل للعمال في وطنها مشاكل عمل أولا ... ؟؟؟ وهل إن كانت هناك مشاكل عمل وخلافات تسوى بسهولة فلا حاجة إلى الإضرابات؟؟ يقول العارفون بما هنالك: إن الحكم هنالك حكم قوة فلا يسمح - أبدا - بتعطيل العمل لحظة واحدة، بدعوى أن العامل هو صاحب المصنع، إلى آخره، وهو قول أجوف، لا قيمة له، فإن العمال هناك أشبه شيء بالعبيد القدامى المسخرين، لا يحق لهم الكلام ولا الاحتجاج، فهم مسخرون كما يسخر العبيد، من لدن حكومة "ديكتاتورية".
إن الاستهتار بالقيم الروحية، وبالدين والأخلاق الإسلامية الصادر من جماعة من الشبان المسلمين كان لأسلافهم الفضل في مواقفهم المشرفة التي نشروا بها النور الإسلامي، فأزاح عن العالم ظلمات: الجهالة والشرك، والفجور، قد فشا وكثر، ويؤسفنا من هذا الخلف أن ينحرف عن طريق أسلافه، نتيجة للدعاية الإلحادية التي وجدت آذانا صاغية - في بعض الشبان - وقلوبا من الإيمان خالية، فتمكنت منها كما تتمكن الجراثيم الوبائية من الجسوم الضعيفة التي لا مناعة لها تحفظها من تأثير تلكم الجراثيم فيها.
إن قول البعثي - الشيوعي - السابق مستمد من البيان الشيوعي الذي حدد فيه "ماركس" اليهودي الألماني مبادئ وأهداف الشيوعية الماركسية.
والذي جاء فيه قوله: (ما الدين، والأخلاق، والقانون في نظر - البروليتاريا - (?) إلا آراء بورجوازية، ورسالة - البروليتاريا - هي