الأخير الأئمة الممتازون - هكذا الممتازون - يا ابن بلة، ولكنه العداء السياسي والحزبي القديم يعمي صاحبه عن رؤية الأمور على حقيقتها، وياليته استثنى البعض، فلو استثنى البعض ولم يعمم لقلنا أنه أراد بكلامه الذين كانوا في صفوف الجيش الاستعماري، وهذا النوع - منهم - بالطبع صفق - ولا زال يصفق - للاشتراكية ونادى بها في الدولة الجديدة، فهم مع كل من حضر وقته وليس لهم مبدأ - شأن الأحرار - فهم أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، كما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وكما قال الشاعر القديم:
وإذا تكون كريهة أدعى لها … وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
جرنا إلى هذا الحديث ما قلناه سابقا من أن الإسلام والاشتراكية لا يلتقيان، لهذا يعادي دعاة وأنصار الاشتراكية العلماء الذين لا يجارونهم فيما ذهبوا إليه.
وهنا يجمل بنا أن نوجه هذا السؤال الذي تتفرع عنه أسئلة أخرى والتي تفرض نفسها علينا - ليزداد الموضوع وضوحا، وهي موجهة إلى حكام المسلمين الذين عوضوا الشريعة الإسلامية بالاشتراكية الشيوعية، والسؤال هو: هل الإسلام أفضل وأكمل وأوفى بالحاجات الإنسانية أو الاشتراكية؟ أو هو مساو له؟ أو هو دونها وأقل منها؟ والجواب لا يخلو عن واحد من ثلاثة:
1 - فإن أجابوا بأن الإسلام أفضل وأكمل وأوفى بالحاجات الإنسانية - وهذا لا يرجى منهم - قلنا لهم: لماذا - إذن - استبدلتم الذي هو أدنى بالذي هو خير؟
2 - وإن قالوا: الإسلام والاشتراكية متساويان، قلنا لهم - أيضا - ولماذا عوضتم الإسلام بمساويه؟ وهذا لا يفعله عاقل.
3 - وإن أجابوا بأن الاشتراكية أفضل وأكمل منه وأحسن للبشرية - ولهذا عوضناها به - قلنا لهم هذا ردة وكفر - عياذا بالله - فاجهروا بهذا الرأي حتى تعرفه شعوبكم، وانظروا هل ترضى بتكفيرها أو لا.؟
5 - المظهر الخامس من مظاهر الإسلام عدم الاهتمام بالدين وترك أهل الشر والفساد يفسدون في الأرض ولا يصلحون، من غير أن ينالهم العقاب، وفي هذا إغراء وتشجيع لغيرهم باتباع سبيلهم، وبالعمل مثلهم، وفي الناس الصالح والطالح والخير والشرير - ومعظم النار من مستصغر الشرر - والحكومة