الفصل الأول:
الاشتراكية والدين.
إن كل من درس أصل الاشتراكية - وهي الشيوعية - أدرك ما تبيته للدين - وخاصة للإسلام - وعقيدته من نيات سيئة، فهي ترى أن الذي يقف في طريق انتشارها وإقبال الناس عليها إنما هو الدين - وبالخصوص الإسلام وعقيدته - لهذا نراها في كل بلد وجدت فيه لا تهتم بأمر الدين - وهو رأس مال الإنسان - ولا توليه - وهو هو - أية عناية، فهو عندها من الأمور الزائدة، هذا إن لم تحاربه، وتصد الناس عنه كما سنعرفه - إن شاء الله - فيما بعد، وأظهر ما يظهر ذلك في بعض المظاهر الإسلامية:
1 - المظهر الأول من مظاهر الإسلام التي عملت الاشتراكية على أن لا يظهر فيها الإسلام وشريعته: إبعاده عن كل عمل أو ميدان يخدم فيه الشعب خدمة مباشرة، تطهره من أدناس البشرية الضالة، وجعله مقصورا ومحبوسا ومحصورا بين جدران المساجد، بدعوى أنه عاجز عن العمل في المجتمع، وإذا أريد له الظهور - في بعض المناسبات - ففي المقابر وبين الأموات بالدعوات ورفع الأكف - التقليدي - إلى السماوات، وهل يجيب الله دعاء قوم لا يعتقدون فيه - الدعاء -؟ فلإجابة الدعاء شروط وعلامات، منها التغذي بالحلال والطهر، كما ورد في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، إلى أن قال: ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟)). فظهر من متن الحديث أن أكل الحلال هو السر الأكبر في إجابة الدعاء، وأن الله طاهر لا يقبل إلا الطاهرين،