يصلح العباد، وهو الذي قال: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (?) فشرع لهم ما فيه الخير والسعادة والكفاية لهم، فهم في غنى عن كل قانون وضعه البشر، لأن نظر البشر مداه قصير ومحدود، ولو بلغ أعلى درجات العلم والمعرفة، ولكنه الضلال البشري، والإلحاد والكفر والتمرد والخروج عن قانون الخلاق العليم الحكيم، وذلك دليل على الضلال المبين، والخسران العظيم، نسأل الله السلامة والعافية.
فالواجب على حكومات الشعوب الإسلامية - إن أرادت الخير للمسلمين - أن تعمل وتجبر المسلمين على تطبيق أحكام وقوانين الشريعة الإسلامية، لا أن تجردهم منها بدعوى أنها غير قادرة على حل مشاكل الوقت الحاضر، أو أنها لا توافق روح العصر والتطور البشري كما يتفوه بهذا بعض الجهلة الأغرار.
أي قانون وضعي يحمي العامل الكادح المسكين من ظلم رئيسه أو رؤسائه، ويأمر رب العمل بإعطاء أجرة العامل بكل سرعة ممكنة؟ لم نعلم لهذا قانونا وضعيا، بالرغم مما تذيعه وتدعيه بعض الدول التي تبنت قوانين العمل والعمال وجعلتها من خصائصها ومميزاتها، أما في قانون الشريعة الإسلامية فإننا نجد ذلك في أوامر الله ورسوله ونواهيهما، منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)) (?)، وجاء في رواية بعد قوله: قبل أن يجف عرقه زيادة ((وأعلمه أجره وهو في عمله)) (?). كما توعد الله من استعمل عاملا فاستوفى منه العمل ولم يوفه أجره، فالله رب العباد هو خصمه يوم القيامة، كما جاء في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة - ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة - رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا ثم فأكل ثمنه،